الأساطين هاهنا وهاهنا ثم يطوني ويبعث به إلى مكة وقد قيل إن عبد الملك أول من كسا الكعبة الديباج قال الماوردي وكساه بنو أمية في بعض أيامهم الحلل التي كانت على أهل نجران في جزيتهم والديباج من فوقها .
قال الأزرقي ولما حج المهدي في سنة ستين ومائتين رفع إليه أن ثياب الكعبة قد أثقلتها ويخاف على جدرانها من ثقل الكسوة فجردها حتى لم يبق عليها شيء من الكسوة ثم أفرغ عليها ثلاث كسى قباطي وخز وديباج ولما غلب حسين بن حسن الطالبي على مكة في سنة مائتين وجد ثيابها قد ثقلت عليها أيضا فجردها في أول يوم من المحرم وكساها كسوتين من قز رقيق إحداهما صفراء والأخرى بيضاء مكتوب بينهما بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وعلى أهل بيته الطيبين الأخيار أمر أبو السرايا الأصغر بن الأصغر راعية آل محمد صلوات الله عليه وسلامه بعمل هذه الكسوة لبيت الله الحرام .
وذكر الأزرقي عن جده أن الكعبة كانت تكسي في كل سنة كسوة ديباج يعني أحمر وكسوة قباطي فأما الديباج فتكساه يوم التروية فيعلق القميص ويدلى ولا يخاط وإذا صدر الناس من منى خيط القميص وترك الإزار حتى يذهب الحاج لئلا يخرقوه فإذا كان يوم عاشوراء علق عليها الإزار يوصل بالقميص وكأن المراد بالإزار ما تدركه الأيدي في الطواف وبالقميص ما فوق ذلك إلى أعلى الكعبة فلا تزال هذه الكسوة الديباج علهيا حتى يوم سبع وعشرين من شهر رمضان فتكسى القباطي القطن .
فلما كانت خلافة المأمون رفع إليه أن الديباج يبلى ويتخرق قبل أن يبلغ الفطر فسأل المأمون صاحب بريد مكة في أي السكوة الكعبة أحسن فقال له