الماء ينزل البقر فيه إلى معينها في مجاز وجميع ذلك نحت في الحجر ليس فيه بناء .
قال القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر وسمعت من يحكي من المشايخ أنها لما نقرت جاء ماؤها عذبا فأراد قراقوش أو نوابه الزيادة في مائها فوسع نقرا في الجبل فخرجت منه عين مالحة غيرت عذوبتها .
ويقال إن أرضها تسامت أرض بركة الفيل وهذه البئر ينتفع بها أهل القلعة فيما عدا الشرب من سائر أنواع الاستعمالات .
أما شربهم فمن الماء العذب المنقول إليها من النيل بالروايا على ظهور الجمال والبغال مع ما ينساق إلى السلطان ودور أكابر الأمراء المجاورين للسلطان من ماء النيل في المجاري بالسواقي النقالات والدواليب التي تديرها الأبقار وتنقل الماء من مقر إلى آخر حتى ينتهي إلى القلعة ويدخل إلى القصور والآدر في ارتفاع نحو خمسمائة ذراع .
وقد استجد السلطان الملك الظاهر برقوق بهذه القلعة صهريجا عظيما يملأ في كل سنة زمن النيل من الماء المنقول إلى القلعة من السواقي النقالات ورتب عليه سبيلا بالدركاه التي بها دار النيابة يسقى فيه الماء وحصل به للناس رفق عظيم .
وتحت مشترف هذه القلعة مما يلي القصور السلطانية ميدان عظيم يحول بين الإصطبلات السلطانية وسوق الخيل ممرج بالنجيل الأخضر فسيح المدى يسافر النظر في أرجائه به أنواع من الوحوش المستحسنة المنظر وتربط به الخواص من الخيول السلطانية للتفسح وفيه يصلي السلطان العيدين على ما سيأتي ذكره وفيه تعرض الخيول السلطانية في أوقات الإطلاقات ووصول التقادم والمشترى وربما أطعم فيه الجوارح السلطانية وإذا أراد السلطان النزول إليه خرج من باب إيوان القصر وركب من درج تليه إلى إصطبل الخيول الخاص ثم