ولا حياء لمن لا وفاء له ولا وفاء لمن لا إخاء له ومن قل حياؤه صنع ما شاء وقال ما أحب .
وأنشدني عبد العزيز بن سليمان الأبرش ... إذا لم تصن عرضا ولم تخش خالقا ... وتستحي مخلوقا فما شئت فاصنع ... إذا كنت تأتي المرء تعظم حقه ... ويجهل منك الحق فالصرم أوسع ... .
أنبأنا محمد بن سعيد القزاز حدثني عبد الله بن مسعود الثعلبي باليمن حدثنا أحمد بن زيد بن السكن الجندي عن سفيان بن عيينه قال قال يحيى بن جعدة إذا رأيت الرجل قليل الحياء فاعلم أنه مدخول في نسبه .
ذكر الحث على لزوم التواضع ومجانبة الكبر .
أنبأنا أبو خليفة حدثنا موسى بن إسماعيل التبوذكي حدثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريره قال قال رسول الله A ما نقصت صدقة من مال ولا زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ولا تواضع أحد لله إلا رفعه الله .
قال أبو حاتم رضى الله عنه الواجب على العاقل لزوم التواضع ومجانبة التكبر ولو لم يكن في التواضع خصلة تحمله إلا أن المرء كلما كثر تواضعه ازداد بذلك رفعة لمكان الواجب عليه أن لا يتزيا بغيره .
والتواضع تواضعان أحدهما محمود والآخر مذموم والتواضع المحمود ترك التطاول على عباد الله والإزراء بهم والتواضع المذموم هو تواضع المرء لذي الدنيا رغبة في دنياه .
فالعاقل يلزم مفارقة التواضع المذموم على الأحوال كلها ولا يفارق التواضع المحمود على الجهات كلها .
ولقد أنبأنا الحسن بن سفيان حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن ابن عجلان عن بكير بن عبد الله عن عبيد الله بن عدي أن عمر بن الخطاب قال إن