الرجل إذا تواضع لله رفع الله حكمته وقال انتعش نعشك الله فهو في نفسه صغير وفي أعين الناس كبير وإذا تكبر العبد وعدا طوره وهصه الله الى الأرض وقال اخسأ أخسأك الله فهو في نفسه كبير وفي أعين الناس صغير قال أبو حاتم رضى الله عنه التواضع يرفع المرء قدرا ويعظم له خطرا ويزيده نبلا والتواضع لله جل وعز على ضربين أحدهما تواضع العبد لربه عندما يأتي من الطاعات غير معجب بفعله ولا راء له عنده حالة بوجب بها أسباب الولاية إلا أن يكون المولى جل وعز هو الذي يتفضل عليه بذلك وهذا التواضع هو السبب الدافع لنفس العجب عن الطاعات والتواضع الآخر هو ازدراء المرء نفسه واستحقاره إياها عند ذكره ما قارف من المآثم حتى لا يرى أحدا من العالم إلا ويرى نفسه دونه في الطاعات وفوقه في الجنايات .
كما أنبأنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ببغداد حدثنا يحيى بن معين حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن عبد الله بن بكر بن عبد الله المزني قال قال أبي يا بنى لو لم أحضر الموسم لرجوت أن يغفر لهم .
أنبأنا عبد الرحمن بن يحيى بن معاذ البزاز حدثنا هشام بن عمار حدثنا ابن صميع حدثنا زهير بن محمد عن ابن جريج عن مجاهد في قوله كانوا لنا خاشعين قال متواضعين .
قال أبو حاتم رضى الله عنه العاقل يلزم مجانبة التكبر لما فيه من الخصال المذمومه