وقولِ الآخر - الوافر - : .
( فآبُوا بالرّماحِ مُكَسَّراتٍ ... وأُبْنا بالسُّيوفِ قَدِ انْحِنْينا ) .
وقال آخرُ وهو لطيفٌ جداً - الكامل - : .
( يَمْشُونَ قد كَسَرُوا الجُفُونَ إلى الوَغى ... مُتَبَسِّمينَ وفِيهُمُ اسْتِبْشارُ ) .
وممِّا يجيءُ بالواو في الأكثرِ الأَشْيَعِ ثم يَأتي في مواضعَ بغيرِ الواو فَيَلْطُف مكانهُ ويدلُّ على البلاغة الجملةُ قد دخلَها " ليس " تقول : أتاني وليس عليه ثوبٌ ورأيتُه وليس معه غيرُه . فهذا هوَ المعروفُ المستعمَلُ . ثم قد جاءَ بغيرِ الواو فكانَ من الحُسْن على ما تَرى وهو قولُ الأعرابي - الرجز - : .
( لَنا فتًى وحبَّذا الأَفْتَاءُ ... تعرفُهُ الأَرْسانُ والدِّلاءُ ) .
( إذا جَرىَ في كفِّهِ الرِّشاءُ ... خَلَّى القَليبَ ليسَ فيهِ الماءُ ) .
وممّا يَنبغي أن يُراعى في هذا الباب أنَّكَ ترى الجملةَ قد جاءتْ حالاً بغيرِ واوٍن ويَحْسُن ذلك . ثم تنظُر فترى ذلك إنما حَسُنَ من أجلِ حَرْفٍ دخلَ عليها مثالُهُ قولُ الفرزدق - الطويل - :