دارٌ لِمَرْوَةَ إذْ أَهْلي وأهْلُهمُ ... بالكَانِسِيَّةِ نَرْعَى اللَّهْوَ والغَزَلا ) .
كأنه قال : تلك دارٌ . قال شيخُنا C : ولم يُحْمَل البيتُ الأولُ على أن الرَّبعَ بدلٌ منَ الطلل لأن الربعَ أكثرُ من الطَّلل والشيءُ يُبْدَلُ ممّا هو مثلُه أو أكثرُ منه . فأما الشيءُ من أقلَّ منه ففاسدٌ لا يُتَصَوَّر . وهذه طريقةٌ مستمرَّةٌ لهم إذ ذَكَروا الديارَ والمنازلَ وكما يُضْمرون في المبتدأ فيرفعونَ فقد يُضمرون الفعلَ فينصِبون كبيتِ الكتابِ أيضاً - البسيط - : .
( دِيارَ ميَّةَ إذْ ميٌّ تُساعفُنَا ... ولا يَرَى مِثْلَها عُجْمٌ ولا عَربُ ) .
أنشدَه بنصبِ " ديارَ " على إضمارِ فعلٍ كأنه قالَ : أذكُرُ دِيارَ مَيّة .
ومن المواضع التي يطَّردُ فيها حذفُ المبتدأ القطعُ والاستئنافُ يبدؤون بذكرِ الرجُل ويقدِّمون بعضَ أمرهِ ثم يَدَعُونَ الكلامَ الأولَ ويستأنِفونَ كلاماً آخرَ . وإِذا فعلوا ذلك أتَوا في أكثرِ الأمرِ بخبرٍ من غير مبتدأ مثالُ ذلك قولُه من مجزوء الكامل : .
( وعَلِمْتُ أَنِّي يَوْمَ ذاك ... َ مُنازِلٌ كَعْباً ونَهْدا ... قَوْمٌ إِذا لَبِسُوا الحَدِيدَ ... تَنَمَّرُوا حَلَقاً وقِدّا )