( لم أنس بالأمس خبازا مررت به ... يدحو الرقاقة وشك اللمح بالبصر ) .
( ما بين رؤيتها في كفه كرة ... وبين رؤيتها قوراء كالقمر ) .
( إلا بمقدار ما تنداح دائرة ... في صفحة الماء يرمى فيه بالحجر ) وأجمعوا على أن قول أبي الطيب من الاختراعات التي لم يسبق إليها وهو قوله .
( حلفت وفيا إن رددت إلى الصبا ... لفارقت شيبي موجع القلب باكيا ) .
قلت أما أبو الطيب فإنه شن الغارات على معاني المتقدمين كثيرا وما خفي ما أورده عليه الحاتمي في الحاتمية وكان قد عن لي أن أورد في هذا الشرح المبارك له ولمن تقدمه ولمن تأخر عنه جملة مستكثرة مما وقع لهم من معانيهم من سلامة الاختراع بالنسبة إلى اطلاعي وخفت أن يقع اختياري على معنى أعده لصاحبه من سلامة الاختراع فيأتي من تبحر في اطلاعه على معنى له لغيره ممن تقدمه فأضربت عن ذلك وجنحت إلى ذكر ما وقع لي في نظمي من سلامة الاختراع التي لم أسبق إليها ولا حام طائر فكر غيري عليها فمن ذلك قولي من قصيدة رائية .
( وحمرة الخد أبدت خيط عارضه ... فخلت كأس مدام وهو مشعور ) .
( ومذ بدت نسمات الثغر باردة ... بدا بإغضاء ذاك الجفن تكسير ) وقلت منها في وصف القلم .
( له يراع سعيد في تقلبه ... إن خط خطا أطاعته المقادير ) ومنها .
( وأشقر يده البيضاء غرته ... له إلى الرزق فوق الطرس تيسير ) .
( بل أسمر عينه السوداء يلحظها ... وهدب أجفانها تلك المشاعير )