ذكر سلامة الاختراع .
( وقده باختراع سالم الف ... يبدو بترويسه من رأس كل كمي ) .
هذا النوع أعني سلامة الاختراع هو أن يخترع الشاعر معنى لم يسبق إليه كقول عنترة في وصف الذباب .
( وخلا الذباب بها فليس بنازح ... غردا كفعل الشارب المترنم ) .
( هزجا يحك ذراعه بذراعه ... قدح المكب على الزناد الأجذم ) .
هذا المعنى إذا تأمله المتأدب وتخيله في فكره يجده غريبا في بابه فإنه قال إن هذا الذباب لما خلا بهذه الروضة التي أعاد الضمير إليها في قوله بها صار هزجا مترنما يحك ذراعه بذراعه من الطرب الذي اعتراه فشبهه عنترة برجل أجذم قاعد يقدح زنادا بذراعيه والأجذم المقطوع اليد والتقدير في البيت قدح الأجذم المكب على الزناد انتهى .
ومنه قول ابن الرقاع في تشبيه قرن الخشف .
( يزجي أغن كأن إبرة روقه ... قلم أصاب من الدواة مدادها ) .
( وعدوا قول ابن الرومي من المخترعات التي لم يسبق إليها فإنه قال في تشبيه الرقاقة حين يبسطها الخباز