ومنها ولم يخرج عن تورية الدور .
( يا سعيدا أثرى من النظم والنثر ... فأنسى الورى زمان الفاضل ) .
( قد سقيت الرياض يا شيخ بالدور ... فها غصنها من السكر مائل ) ومن نظمي في تورية الدور أيضا قولي من قصيدة .
( ومذ مد ذاك النهر ساقا مدملجا ... وراح بنقش البيت يمشي على بسط ) ( لوينا خلاخيل النواعير فالتوت ... وأبدت لنا دورا على ساقه السبط ) .
وعلى ذكر تورية الدور وتسلسلها هنا نكتة لطيفة وهي أنه اتفق أن الشيخ نجم الدين الفجفيري سأل جماعة من الطلبة المستعلين عليه من قول الشاعر .
( يا أيها الحبر الذي ... علم العروض به امتزج ) .
( أبن لنا دائرة ... فيها بسيط وهزج ) .
ففكر بعض الطلبة فيه ساعة طويلة ثم قال هذا في الدولاب لأنه أراد بالبسيط الماء وبالهزج صوته حال دورانه فقال له الشيخ صدقت إلا أنك درت في الدولاب زمانا حتى ظهرت لك التورية .
وهذا الكلام في غاية الظرافة من الشيخ C تعالى .
رجع إلى ما كنا فيه من لطائف ابن تميم فمن ذلك قوله .
( لم لا أميل إلى الرياض وحسنها ... وأعيش منها تحت ظل ضافي ) .
( والزهر يلقاني بثغر باسم ... والماء يلقاني بقلب صافي ) .
وهذان البيتان عزاهما الصلاح الكتبي في كتابه فوات الوفيات للبدر يوسف بن لؤلؤ الذهبي ونسبا أيضا لمحيي الدين بن قرناص في مواضع كثيرة والله أعلم ومن نكته اللطيفة في التورية قوله .
( روحي الفداء لمن أدار بلخطه ... صهباء في عقلي لها تأثير ) .
( فاعجب له أنى يصون بلحظه ... مشمولة وإناؤها مكسور )