ولم يزل الجزار يتقطف ما تشتهيه النفس من هذا النوع إلى أن قال .
( وهيفاء تحكي الظبي جيدا ومقلة ... رنت وانثنت فارتعت بالبيض والسمر ) .
( جسرت على لثم الشقيق بخدها ... ورشف رضاب لم أزل منه في سكر ) .
( ولست أخاف السحر من لحظاتها ... لأني بموسى قد أمنت من السحر ) .
وما أحل ما قال بعد تخلصه بموسى .
( فتى إن سطا فرعون فقر وجدته ... يغرقه من جود كفيه في بحر ) .
( له باليد البيضاء أعظم آية ... إذا اسودت الأيام من نوب الدهر ) .
ومن مخالص الشيخ جمال الدين بن نباتة التي هي أوقع في القلوب من خالص الوداد وتوريتها أنفس من خلاصة العقود في الأجياد قوله من قصيدة يمدح بها قاضي القضاة تاج الدين السبكي مطلعها .
( واحيرتي بظلام الطرة الداجي ... وشقوتي بنعيم الملمس العاجي ) .
ولم يزل يكرر حلاوة هذا النبات إلى أن قال .
( قد أسرج الحسن خديه فدونك ذا ... سراج خد على الأكباد وهاج ) .
( وألجم العزل فاركض في محبته ... طرف الهوى بعد إلجام وإسراج ) .
( وقسم الشعر فاجعل في محاسنه ... شذر القلائد واهد الدر للتاج ) .
ومثله قوله من قصيدة يمدح بها القاضي جمال الدين بن الشهاب محمود مطلعها .
( بأبي نافر كثير الدلال ... إن هذا النفار شأن الغزال ) .
ثم قال بعده .
( حبذا منه مقلة لست أدري ... أبهدب تصول أم بنبال ) .
( صنفت شجونا بغزال جفن ... فقرأنا مصنف الغزالي )