( ثم خافت لما رأت أنجم الليل ... شبيهات أعين الرقباء ) .
( فاستنابت طيفا يلم ومن يملك ... عينا تهم بالإغفاء ) .
( هكذا نيلها إذا نولتنا ... وعناء تسمح البخلاء ) .
( يهدم الانتهاء باليأس منها ... ما بناه الرجاء بالابتداء ) .
ولم يزل راتعا في هذه الحدائق الغضة إلى أن قال .
( تركتني معنيا لمغان ... وأعادت أعاديا أصدقائي ) .
( رنقت مشربي وقد كان عين الشمس ... والماء دونه في الصفاء ) .
( بعد عهدي بعيشتي وهي خضرا ... تتثنى كالبانة الغناء ) .
( وأموري كأنها ألفات ... خطهن الولي في الاستواء ) .
ومن جواهر مخالصه المنتظمة في هذا السلك قوله من قصيدة رائية يمدح بها سديد الدولة محمد بن عبد الكريم الأنباري مترسل الخلافة وكاتب إنشائها مطلعها .
( سلا رسوما أقامت بعدما ساروا ... أعندها من أهيل الحي أخبار ) .
( وروحا عاتقي من حملها مننا ... للسحب فيها وللأجفان أستار ) .
ولم يزل مبدرا في هذا الأفق النير إلى أن قال .
( أقسمت ما كل هذا الضيم محتمل ... ولا فؤادي على ما شمت صبار ) .
( إلا لأنك منى اليوم نازلة ... في القلب حيث سديد الدولة الجار ) .
ومن مخالصه الصافية التي مازجها بسلاف التورية قوله من قصيدة بائية يمدح بها شهاب الدين أحمد بن أسعد الطغرائي مطلعها .
( إذا لم يخن صب ففيم عتاب ... وإن لم يكن ذنب فمم متاب ) .
وما ألطف ما قال بعده .
( أجل ما لنا إلا هواهم جناية ... فهل عندهم غير الصدود عقاب )