ومثله قوله من قصيدة حائية يمدح بها الأستاذ أبا طالب بن أيوب .
( يا من ثناياه التي ... غولطت عنها بالأقاحي ) .
( غلط المقايس بابن أيوب ... السحابة في السماح ) .
ويعجبني من مخالصة قوله من قصيدة رائية يمدح بها فخر الملك ولم يزل يرفل في حلل غزلها ونسيبها إلى أن قال .
( أرى كبدي وقد بردت قليلا ... أمات الهم أم عاش السرور ) .
( أم الأيام خافتني لأني ... بفخر الملك منها أستجير ) .
ومما يعجبني أيضا إلى الغاية قوله من قصيدة عينية يمدح بها الوزير عميد الدولة مطلعها .
( لو كان يرفق ظاعن بمشيع ... ردوا فؤادي يوم كاظمة معي ) .
ولم يزل يطلق العنان في هذه الحلبة إلى أن سبق إلى غاية قال فيها .
( إن شاء بعدهم الحيا فلينسكب ... أو شاء ظل غمامه فليقلع ) .
( فمقيل جسمي في ذيول ربوعهم ... كاف وشربي من فواضل أدمعي ) .
( كرمت جفوني في الديار فأخصبت ... فغنيت أن أرد المياه وارتعي ) .
( فكأن دمعي مد من أيدي بني ... عبد الرحيم ومائها المستنبع ) .
وما أحلى ما قال بعده وهو مخلص آخر .
( وكأن ليلي من تفاوت طوله ... أسيافهم موصولة بالأدرع ) .
ولم أكثر من محاسن مهيار هنا إلا لعلمي بغرابة شعره وعزة وجود ديوانه .
ومن المخالص التي تصلح أن تكون واسطة في هذا العقد قول أفقه الشعراء وأشعر الفقهاء كما قال وهو القاضي أبو بكر أحمد الأرجاني من قصيدة يمدح بها ولي الدين الكاتب مطلعها .
( وعدت باستراقة للقاء ... وبإهداء زورة في خفاء ) .
وما أحلى ما قال بعده .
( ثم غارت من أن يماشيها الظل ... فسارت في ليلة ظلماء )