( ومطالب فيها الهلاك أتيتها ... ثبت الجنان كأنني لم آتها ) .
( أقبلنها غرر الجياد كأنما ... أيدي بني عمران في جبهاتها ) .
أقول سبحان المانح هذا هو السحر الحلال والشرب الذي أمست المشارب لصافية عنده كالآل .
ومثله في الغرابة التي هي من معجزات المتنبي قوله من قصيدة مدح بها علي بن عامر ويعرض بذكر أبيه عامر ومدحه بعد وفاته مطلعها .
( أطاعن خيلا من فوارسها الدهر ... وحيدا وما قولي كذا ومعي الصبر ) .
وما أحلى ما قال بعده .
( وأعجب من ذا كل يوم سلامتي ... وما ثبتت إلا وفي نفسها أمر ) .
ولم يزل ينفث بصدق عزائمه في هذا السحر الذي سحر به العقول وخلب القلوب إلى أن قال .
( ويوم وصلناه بليل كأنما ... على أفقه من برقه حلل حمر ) .
( وليل وصلناه بيوم كأنما ... على متنه من دجنة حلل خضر ) .
( وغيث ظننا تحته أن عامرا ... علا لم يمت أو في السحاب له قبر ) .
ومثله قوله من قصيدة دالية يمدح بها سيف الدولة بن حمدان مطلعها .
( عواذل ذات الخال في حواسد ... وإن ضجيع الخود مني لماجد ) .
وما ألطف ما قال بعده .
( يرد يدا عن ثوبها وهو قادر ... ويعصي الهوى في طيفها وهو راقد ) .
ولما انتظم له هذا الدر في هذه الأسلاك البديعية قال .
( خليلي إني لا أرى غير شاعر ... فكم منهم الدعوى ومني القصائد ) .
( فلا تعجبا أن السيوف كثيرة ... ولكن سيف الدولة اليوم واحد ) .
ومن مخالص أبي العلاء أحمد بن سليمان على طريق المديح فإنه لم يكن من طلاب الرفد قوله من قصيد .
( ولو أن المطي لها عقول ... وحقك لم نشد لها عقالا )