( جزى الرحمن أفضل ما يجازي ... على الإحسان خيرا من صديق ) .
( فقد جربت إخواني جميعا ... فما ألفيت كابن أبي عتيق ) .
( سعى في جمع شملي بعد صدع ... ورأي حدت فيه عن الطريق ) .
( وأطفأ لوعة كانت بقلبي ... أغصتني حرارتها بريقي ) .
فلما سمعها ابن أبي عتيق قال لقيس يا حبيبي أمسك عن هذا المدح فما يسمعه أحد إلا ظنني قواد .
ومن المخالص التي استحسنوها للبحتري قوله .
( رباع تردت بالرياض مجودة ... بكل جديد الماء عذب الموارد ) .
( إذا راوحتها مزنة بكرت لها ... شآبيب مجتاز عليها وقاصد ) .
( كأن يد الفتح بن خاقان أقبلت ... عليها بتلك البارقات الرواعد ) .
ومن المخالص المستحسنة لأبي تمام قوله من قصيدة .
( ما زلت عن سنن الوداد ولا غدت ... نفسي على إلف سواك تحوم ) .
( لا والذي هو عالم أن النوى ... مر وأن أبا الحسين كريم ) .
هذا المخلص مقدم على مخالص البحتري من وجوه أحدها التخلص من النسيب إلى المدح والثاني حسن الانسجام والثالث وهو جل القصد الوثبة في بيت التخلص من الشطر الأول إلى الشطر الثاني بأسرع اختلاس .
وهذا الذي عقد المتأخرون الخناصر عليه وصار لهم فيه اليد الطولى ومثله قوله من قصيدة .
( فالأرض معروف السماء قرى لها ... وبنو الرجاء لهم بنو العباس ) .
ومن مخالص أبي الطيب الفائقة قوله من قصيدة يمدح بها أبا أيوب أحمد بن عمران بن ماهويه مطلعها .
( سرب محاسنه حرمت ذواتها ... داني الصفات بعيد موصوفاتها ) .
معنى هذا المطلع في غاية الحسن والغرابة فإنه يقول هذا سرب حيل بيني وبين كل حسناء منه وهذه الحسناء صفاتها دانية عند ذكرها بالقول ولكن ذاتها الموصوفة بعيدة ولم يزل في غرابة هذا الأسلوب إلى أن قال متحمسا