( من يذم الدنيا بظلم فإني ... بطريق الإنصاف أثني عليها ) .
( وعظتنا بكل شيء وإنا ... حين جدت بالوعظ من مصطفيها ) .
( نصحتنا فلم نر النصح نصحا ... حين أبدت لأهلها ما لديها ) .
( أعلمتنا أن المآل يقينا ... للبلى حين جددت عصريها ) .
( كم أرتنا مصارع الأهل والأحباب ... لو نستفيق يوما إليها ) .
( يوم بؤس لها ويوم رخاء ... فتزود ما شئت من يوميها ) .
( وتيقن زوال ذاك وهذا ... تسل عما تراه من حادثيها ) .
( دار زاد لمن تزود منها ... وغرور لمن يميل إليها ) .
( مهبط الوحي والمصلى الذي كم ... عفرت صورة بها خديها ) .
( متجر الأولياء قد ربحوا الجنة ... منها وأوردوا عينيها ) .
( رغبت ثم رهبت ليرى ... كل لبيب عقباه في حالتيها ) .
وإذا أنصفت تعين أن يثني ... عليها ذو البر من ولديها ) .
فأما من ذم ما مدحه الناس قاطبة فابن الرومي فإنه ذم الورد وهو مشهور ووصف البحتري يوم الفراق بالقصر وقد أجمع الناس على طوله فقال .
( ولقد تأملت الفراق فلم أجد ... يوم الفراق على امرئ بطويل ) .
( قصرت مسافته على متزود ... منه لوهن صبابة وغليل ) .
وهذا النوع أعني المغايرة أورده الحريري في المقامة الدينارية وبالغ في مدح الدينار وذمه فقال في مدحه .
( أكرم به أصفر راقت صفرته ... جواب آفاق ترامت سفرته ) .
( مأثورة سمعته وشهرته ... قد أودعت سر الغنى أسرته ) .
( وقارنت نجح المساعي خطرته ... وحببت إلى الأنام غرته ) .
( كأنما من القلوب نقرته ... به يصول من حوته صرته )