وهي طويلة وجميعها فرائد ولم أكثر منها إلا لعلمي أن نظم الوزير لسان الدين بن الخطيب C تعالى غريب في هذه البلاد .
ومن البراعات التي يفهم من إشاراتها أنها تهنئة بمولود قول أبي بكر بن الخازن C تعالى .
( بشرى فقد أنجز الإقبال ما وعدا ... وكوكب المجد في أفق العلا صعدا ) .
ومما يشعر بقرينة الذوق أن الناظم يريد الرثاء قول التهامي .
( حكم المنية في البرية جاري ... ما هذه الدنيا بدار قرار ) .
وهذه القصيدة يرثي بها ولده وهي نسيج وحدها وواسطة عقدها .
ومنها .
( ومكلف الأيام ضد طباعها ... متطلب في الماء جذوة نار ) .
( جبلت على كدر وأنت تريدها ... صفوا من الأقذاء والأقذار ) .
( وإذا رجوت المستحيل فإنما ... تبني الرجاء على شفير هار ) .
( فالعيش نوم والمنية يقظة ... والمرء بينهما خيال سار ) .
وما أعلم أن أحدا استهل للمراثي بأحسن من هذه البراعات ومنها يشير إلى ولده وهو من المعاني المستغربة .
( جاورت أعدائي وجاور ربه ... شتان بين جواره وجواري ) .
وأما قصيدة الشيخ جمال الدين بن نباتة C تعالى في تهنئة السلطان الملك الأفضل بسلطنة حماة وتعزيته بوفاة والده الملك المؤيد سقى الله ثراه فإنها من عجائب الدهر فإنه جمع فيها بين نقيضي المدح والرثاء في كل بيت وبراعتها .
( هناء محاذاك العزاء المقدما ... فما عبس المحزون حتى تبسما ) .
( ثغور ابتسام في ثغور مدامع ... شبيهان لا يمتاز ذو السبق منهما ) .
( يرد مجاري الدمع والبشر واضح ... كوابل غيث في ضحى الشمس قد همى )