( تمذهبت في هجري بطول مطالك ... فمن شافعي في الحب يا ابنة مالك ) .
لجمع بين تناسب القسمين .
ومطلعي الذي عارضت به الشيخ جمال الدين .
( رضيع الهوى يشكو فطام وصالك ... فداوي بني الحب يا ابنة مالك ) .
وكذلك من مطلع الشيخ صفي الدين الحلي في قصيدته الجيمية التي هي من جملة القصائد الأرتقيات التي امتدح بها الملك المنصور صاحب ماردين .
( جاءت لتنظر ما أبقت من المهج ... فعطرت سائر الأرجاء بالأرج ) .
فالشطر الثاني ليس من جنس الشطر الأول فإن الشطر الأول في الطريق الغرامية ليس له مثيل ومن أنكر هذا النقد ينتظر في مطلع الشيخ شرف الدين عمر بن الفارض قدس الله سره فإنه في هذا الباب طرفة وهو .
( ما بين معترك الأحداق والمهج ... أنا القتيل بلا إثم ولا حرج ) .
وهنا نكتة لطيفة تؤيد هذا النقد .
اتفق أن الشيخ نور الدين علي بن سعيد الأندلسي الأديب المشهور الذي من نظمه قوله .
( وا طول شوقي إلى ثغور ... ملأى من الشهد الرحيق ) .
( عنها أخذت الذي تراه ... يعذب من شعري الرقيق ) .
لما ورد إلى هذه البلاد اجتمع بالصاحب بهاء الدين زهير وتطفل على موائد طريقته الغرامية وسأله الإرشاد إلى سلوكها فقال له طالع ديوان الحاجري والتلعفري وأكثر المطالعة فيهما وراجعني بعد ذلك فغاب عنه مدة وأكثر من مطالعة الديوانين إلى أن حفظ غالبهما ثم اجتمع به بعد ذلك وتذاكرا في الغراميات فأنشده الصاحب بهاء الدين زهير في غضون المحاضرة يا بان وادي الأجرع وقال أشتهي أن يكمل لي هذا المطلع فافتكر قليلا وقال سقيت غيث الأدمع فقال والله حسن لكن الأقرب إلى الطريق الغرامي أن تقول هل ملت من طرب معي وما ألطف مطلع الحاجري في هذا الطريق