وعارضه الشيخ جمال الدين ابن نباته في هذه القصيدة بعينها وترقى إلى مطلع بدره وزاحمه في حسنه فمطلع الشيخ جمال الدين .
( له إذا غازلتك عيناه ... سهام لحظ أجارك الله ) .
ومن مطالعي التي حصل لي فيها الفتوح في هذا الباب قولي .
( طلعتم بدورا في أعز المطالع ... فبشرني قلبي بسعد طوالعي ) .
وقولي .
( إغراء لحظك ما لي منه تحذير ... ولا لتعريف وجدي فيك تنكير ) .
وقولي .
( في عروض الجفا بحور دموعي ... ما أفادت قلبي سوى التقطيع ) .
وقولي .
( لله قوم لنظم الوصل قد نثروا ... شعرت في حبهم يا ليتهم شعروا ) .
وقولي .
( جردت سيف اللحظ عند تهددي ... يا قاتلي فسلبتني بمنجرد ) .
وقولي .
( هواي بسفح القاسمية والجسر ... إذا هب ذاك الريح فهو الهوى العذري ) .
وكأني بمنتقد تألم قلبه على المتقدمين بكثرة النقد ومالت نفسه إلي مع المتأخرين ليستوفي الشروط الأدبية في مباشرة هذا العقد .
وقولي .
( قد مال غصن النقا عن صبه هيفا ... يا ليته بنسيم العتب لو عطفا ) .
فأقول وبالله المستعان إن جماعة من المخاديم بدمشق رسموا أن أعارض شيئا من نظم الشيخ جمال الدين بن نباته وتخيروا لي خمس قصائد منها قصيدته الكافية التي مطلعها .
( تصرمت الأيام دون وصالك ... فمن شافعي في الحب يا ابنة مالك ) .
فلما انتهيت إلى معارضتها وجدت بين الشطر الثاني من المطلع وبين الشطر الأول مباينة كما تقدم في مطلع امرئ القيس من الكلام على أن في شطره الأول ما ليس في الثاني .
وقد اتفق علماء البديع على أن عدم تناسب القسمين نقص في حسن الابتداء وقد تقدم قول زكي الدين بن أبي الأصبع إن مطلع النابغة أفضل من مطلع امرئ القيس لتناسب القسمين وإن كان مطلع امرئ القيس أكثر معاني .
انتهى ولو قال الشيخ جمال الدين في مطلعه