فلما أراد الله فضيحته أمره بالسجود لآدم فظهر لهم ما كان يخفيه عنهم فلعنوه وإن الحجاج كان يظهر من طاعة أمير المؤمنين ما كنا نرى له به فضلا وكان الله قد أطلع أمير المؤمنين من غشه وخبثه على ما خفي علينا فلما أراد الله فضيحته أجرى ذلك على يدي أمير المؤمنين فلعنه فالعنوه لعنه الله ثم نزل .
310 - خطبة له في الحث على مكارم الأخلاق .
وقام على المنبر بواسط فحمد الله و صلى على نبيه ثم قال أيها الناس نافسوا في المكارم وسارعوا إلى المغانم واشتروا الحمد بالجود ولا تكسبوا بالمطل ذما ولا تعتدوا بالمعروف ما لم تعجلوه ومهما يكن لأحد منكم عند أحد نعمة فلم يبلغ شكرها فالله أحسن لها جزاء وأجزل عليها عطاء واعلموا أن حوائج الناس إليكم نعمة من الله عليكم فلا تملوا النعم فتحولوها نقما واعلموا أن أفضل المال ما أكسب أجرا وأورث ذكرا ولو رأيتم المعروف رجلا رأيتموه حسنا جميلا يسر الناظرين ولو رأيتم البخل رجلا رأيتموه مشوها قبيحا تنفر عنه القلوب وتغضي عنه الأبصار .
أيها الناس إن أجود الناس من أعطى من لا يرجوه وأعظم الناس عفوا من عفا عن قدرة وأوصل الناس من وصل من قطعه ومن لم يطب حرثه لم يزك نبته والأصول عن مغارسها تنمو وبأصولها تسمو أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم