مضى وكلام عثمان حتى مضى وكلام علي حتى مضى رضي الله تعالى عنهم ولا والله ما رأيت فيهم أبلغ من عائشة وقال معاوية رضي الله تعالى عنه ما رأيت أبلغ من عائشة رضي الله تعالى عنها ما أغلقت بابا فأرادت فتحه إلا فتحته ولا فتحت بابا فأرادت إغلاقه إلا أغلقته .
ومن غريب الكنايات الواردة على سبيل الرمز وهو من الذكاء والفصاحة ما حكي أن رجلا كان أسيرا في بني بكر بن وائل وعزموه على غزو قومه فسألهم في رسول يرسله إلى قومه فقالوا لا ترسله إلا بحضرتنا لئلا تنذرهم وتحذرهم فجاؤا بعبد أسود فقال له أتعقل ما أقوله لك قال نعم إني لعاقل فأشار بيده إلى الليل فقال ما هذا قال الليل قال ما أراك إلا عاقلا ثم ملأ كفيه من الرمل وقال كم هذا قال لا أدري وإنه لكثير فقال أيما أكثر النجوم أم النيران قال كل كثير فقال أبلغ قومي التحية وقل لهم يكرموا فلانا يعني أسيرا كان في أيديهم من بكر بن وائل فإن قومه لي مكرمون وقل لهم إن العرفج قد دنا وشكت النساء وأمرهم أن يعروا ناقتي الحمراء فقد أطالوا ركوبها وان يركبوا جملي الأصهب بأمارة ما اكلت معكم حيسا واسألوا عن خبري أخي الحرث فلما أدى العبد الرسالة إليهم قالوا لقد جن الأعور والله ما نعرف له ناقة حمراء ولا جملا أصهب ثم دعوا بأخيه الحرث فقصوا عليه القصة فقال قد أنذركم أما قوله قد دنا العرفج يريد أن الرجال قد استلأموا ولبسوا السلاح وأما قوله شكت النساء أي أخذت الشكاء للسفر واما قوله أعروا ناقتي الحمراء أي ارتحلوا عن الدهناء واركبوا الجمل الأصهب أي الجبل وأما قوله أكلت معكم حيسا أي أن أخلاطا من الناس قد عزموا على غزوكم لأن الحيس يجمع التمر والسمن والأقط فامتثلوا أمره وعرفوا لحن الكلام وعملوا به فنجوا .
وأسرت طيء غلاما من العرب فقدم أبوه ليفديه فاشتطوا عليه فقال أبوه والذي جعل الفرقدين يمسيان ويصبحان على جبل طيء ما عندي غير ما بذلته ثم انصرف وقال لقد أعطيته كلاما إن