وأكثرت يعني كلاما وصوابا قال يا بني ما رأيت موعوظا أحق بأن يكون واعظا منك وقال الشعبي كنت أحدث عبد الملك بن مروان وهو يأكل فيحبس اللقمة فأقول أجزها أصلحك الله فإن الحديث من وراء ذلك فيقول والله لحديثك أحب إلي منها وقال ابن عيينة الصمت منام العلم والنطق يقظته ولا منام إلا بتيقظ ولا يقظة إلا بمنام قال ابن المبارك .
( وهذا اللسان بريد الفؤاد ... يدل الرجال على عقله ) .
ومر رجل بأبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ومعه ثوب فقال له ابو بكر Bه أتبيعه فقال لا رحمك الله فقال أبو بكر لو تستقيمون لقومت ألسنتكم هلا قلت لا ورحمك الله .
ومنه ما حكي أن المأمون سأل يحيى بن اكثم عن شيء فقال لا وأيد الله أمير المؤمنين فقال المأمون ما أظرف هذه الواو وأحسن موقعها وكان الصاحب يقول هذه الواو أحسن من واوات الأصداغ ويقال اللسان سبع صغير الجرم عظيم الجرم وقال بعضهم شعرا .
( سحبان يقصر عن بحور بيانه ... عجزا ويغرق منه تحت عباب ) .
( وكذاك قس ناطق بعكاظه ... يعيا لديه بحجة وجواب ) .
وقيل أنه حج مع ابن المنكدر شابان فكانا إذا رأيا امرأة جميلة قالا قد أبرقنا وهما يظنان أن ابن المنكدر لا يفطن فرأيا قبة فيها امرأة فقالا بارقة وكانت قبيحة فقال ابن المنكدر بل صاعقة وكان أصحاب أبي علي الثقفي إذا رأوا امرأة جميلة يقولون حجة فعرضت لهم قبيحة فقالوا داحضة وكتب إبراهيم بن المهدي إياك والتتبع لو حشي الكلام طمعا في نيل البلاغة فإن ذلك العناء الأكبر وعليك بما سهل مع تجنبك الألفاظ السفل ويقال القول على حسب همة القائل يقع والسيف بقدر عضد الضارب يقطع وقال الأحنف سمعت كلام أبي بكر حتى مضي وكلام عمر حتى