وأما آداب المضيف .
فهو أن يخدم أضيافه ويظهر لهم الغنى وبسط الوجه فقد قيل البشاشة في الوجه خير من القرى قالوا فكيف بمن يأتي بها وهو ضاحك وقد ضمن الشيخ شمس الدين البديوي رحمة الله هذا الكلام بأبيات فقال .
( إذا المرء وافى منزلا منك قاصدا ... قراك وأرمته لديك المسالك ) .
( فكن باسما في وجهه متهللا ... وقل مرحبا أهلا ويوم مبارك ) .
( وقدم له ما تستطيع من القرى ... عجولا ولا تبخل بما هو هالك ) .
( فقد قيل بيت سالف متقدم ... تداوله زيد وعمرو ومالك ) .
( بشاشة وجه المرء خير من القرى ... فكيف بمن يأتي به وهو ضاحك ) .
وقالت العرب تمام الضيافة الطلاقة عند أول وهلة وإطالة الحديث عند المؤاكلة وقال حاتم الطائي .
( سلي الطارق المعتر يا أم مالك ... إذا ما أتاني بين ناري ومجزري ) .
( أأبسط وجهي إنه أول القرى ... وأبذل معروفي له دون منكري ) .
وقال آخر في عبد الله بن جعفر .
( إنك يا ابن جعفر خير فتى ... وخيرهم لطارق إذا أتى ) .
ولله در القائل .
( الله يعلم انه ما سرني ... شيء كطارقة الضيوف النزل ) .
( ما زلت بالترحيب حتى خلتني ... ضيفا له والضيف رب المنزل ) .
أخذه من قول الشاعر .
( يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا ... نحن الضيوف وأنت رب المنزل ) .
وما أحسن ما قال سيف الدولة بن حمدان .
( منزلنا رحب لمن زاره ... نحن سواء فيه والطارق )