قدموا إلي السمك قالوا قد أكلت قال لا قالوا شم يدك ففعل فقال صدقتم ولكن ما شبعت ودخل الحمدوني على رجل وعنده أقوام بين أيديهم أطباق الحلوى ولا يمدون أيديهم فقال لقد ذكرتموني ضيف إبراهيم وقول الله تعالى ( فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة ) ثم قال كلوا رحمكم الله فضحكوا وأكلوا والحكايات في ذلك كثيرة .
وأما الضيافة وأطعام الطعام .
فقد قال الله تعالى ( هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين ) وقال رسول الله كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ولا يؤذ جاره وقال أكل وذو عينين ينظر إليه ولم يواسه ابتلي بداء لا دواء له وقال الحسن كنا نسمع أن احدى مواجب الرحمة إطعام الأخ المسلم الجائع وقيل لإبراهيم الخليل E بم اتخذك الله خليلا قال بثلاث ما خيرت بين شيئين إلا اخترت الذي لله على غيره ولا اهتممت بما تكفل لي به ولا تغديت ولا تعشيت إلا مع ضيف ويقولون ما خلا مضيف الخليل E إلى يومنا هذا ليلة واحدة من ضيف وكان الزهري إذا لم يأكل أحد من أصحابه من طعامه حلف لا يحدثه عشرة أيام وقالوا المائدة مرزوقة أي من كان مضيافا وسع الله عليه وقالوا أول من سن القرى إبراهيم الخليل عليه الصلاة السلام وأول من ثرد الثريد وهشمه هاشم وأول من أفطر جيرانه على طعامه في الاسلام عند الله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وهو أول من وضع موائده على الطريق وكان إذا خرج من بيته طعام لا يعود منه شيء فإن لم يجد من يأكله تركه على الطريق وقيل لبعض الكرماء كيف اكتسبت امتسب مكارم الأخلاق والتأدب مع الأضياف فقال كانت الأسفار تحوجني إلى أن أفد على الناس فما استحسنته من أخلاقهم اتبعته وما استقبحته أجتنبته