( وكل ما فيه حلال له ... إلا الذي حرمه الخالق ) .
وقال الأصمعي سألت عيينه بن وهب الدارمي عن مكارم الأخلاق فقال أو ما سمعت قول عاصم بن وائل .
( وإنا لنقري الضيف قبل نزوله ... ونشبعه بالبشر من وجه ضاحك ) .
وقال بعض الكرام .
( أضاحك ضيفي قبل أن أنزل رحله ... ويخصب عندي والمحل جديب ) .
( وما الخصب للاضياف أن تكثر القرى ... ولكنما وجه الكريم خصيب ) .
وقال آخر .
( عودت نفسي إذا ما الضيف نبهني ... عقر العشار على عسر وإيسار ) .
ومن آداب الضيف أن يتفقد دابة ضيفه ويكرمها قبل إكرام الضيف .
قال الشاعر .
( مطية الضيف عندي تلو صاحبها ... لن يأمن الضيف حتى تكرم الفرسا ) .
وقال علي ابن الحسين رضي الله تعالى عنهما من تمام المروءة خدمة الرجل ضيفه كما خدمهم أبونا إبراهيم الخليل صلوات الله وسلامه عليه بنفسه وأهله أما سمعت قول الله D ( وامرأته قائمة ) ومن آداب المضيف أن يحدث أضيافه بما تميل إليه نفوسهم ولا ينام قبلهم ولا يشكو الزمان بحضورهم ويبش عند قدومهم ويتألم عند وداعهم وأن لا يحدث بما يروعهم به كما حكى بعضهم قال استدعاني اسحاق بن إبراهيم الظاهري إلى أكل هريسة في بكرة نهار فدخلت لنا الهريسة فأكلنا فإذا شعرة قد جاءت على لقمة غفل عنها طباخه فاستدعى خامه فأسر إليه شيئا لم نعلمه فعاد الخادم ومعه صينية مغطاة فكشف عن الصينية فإذا يد الطباخ مقطوعة تختلج فتكدر علينا عيشنا وقمنا من عنده ونحن لا نعقل فيجب على المضيف أن يراعي خواطر أضيافه كيفما أمكن ولا يغضب على أحد