وحكى أبو قدامة القشيري قال كنا مع يزيد بن مزيد يوما فسمع صائحا يقول يا يزيد ابن مزيد فطلبه فاتى به إليه فقال ما حملك على هذا الصياح قال فقدت دابتي ونفدت نفقتى وسمعت قول الشاعر .
( إذا قيل من للجود والمجد والندى ... فنادى بصوت يا يزيد بن مزيد ) .
فأمر له بفرس أبلق كان معجبا به وبمائة دينار وخلعة سنية فأخذها وانصرف .
وحكى أن قوما من العرب جاؤا إلى قبر بعض أسخيائهم يزورونه فباتوا عند قبره فرأى رجل منهم صاحب القبر في المنام وهو يقول له هل لك أن تبيعني بغيرك بنجيبي وكان الميت قد خلف نجيبا وكان للرائى بعير سمين فقال نعم وباعه في النوم بعيره بنجيبه فلما وقع بينهما عقد البيع عمد صاحب القبر الى البعير فنحره في النوم فانتبه الرائي من نومه فوجد الدم يسيح من نحر بعيره فقام وأتم نحره وقطع لحمه وطبخوه وأكلوا ثم رحلوا وساروا فلما كان اليوم الثاني وهم في الطريق سائرون استقبلهم ركب فتقدم منهم شاب فنادى هل فيكم فلان ابن فلان فقال صاحب البعير نعم ها أنا فلان ابن فلان فقال هل بعت من فلان الميت شيئا قال نعم بعته بعيري بنجيبه في النوم فقال هذا نجيبه فخذه وأنا ولده وقد رأيته في النوم وهو يقول إن كنت ولدي فادفع نجيبي إلى فلان فانظر إلى هذا الرجل الكريم كيف أكرم أضيافه بعد موته .
وروى عن الهيثم بن عدي أنه قال تمارى ثلاثة نفر في الأجواد فقال رجل أسخي الناس في عصرنا هذا عبد الله بن جعفر فقال الاخر أسخي الناس قيس بن سعيد بن عبادة فقال الآخر بل أسخي الناس اليوم عرابة الأوسي فتنازعوا بفناء الكعبة فقال لهم رجل لقد أفرطتم في الكلام فليمض كل واحد منكم إلى صاحبه