وما شم أنفي ريح كف شممتها ... من الناس إلا ريح كفك أطيب ) .
فأمر له بألف دينار ومائة مثقال ومائة عنبر وكان عبد العزيز بن عبد الله جوادا مضيافا فتغدى عنده أعرابي يوما فلما كان من الغد مر على بابه فرأى الناس في الدخول على هيئتهم الأمس فقال أو كل يوم يطعم الأمير الناس قالوا نعم فأنشأ يقول .
( أكل يوم كأنه عيد أضحي ... عند عبد العزيز أو عيد فطر ) .
( وله ألف جفنه مترعات ... كل قدر يمدها ألف قدر ) .
وتعشي الناس ليلة عند سعيد بن العاص فلما خرجوا بقي فتى من الشام قاعدا فقال له سعيد ألك حاجة وأطفأ الشمعة كراهة أن يخجل الفتى فذكر أن أباه مات وخلف دينا وعيالا وسأله أن يكتب له كتابا إلى أهل دمشق ليقوموا ببعض إصلاح حاله فدفع له عشرة آلاف دينار وقال له لا أدعك تقاسي الذل على أبوابهم ودخل رجل على علي بن سليمان الوزير فقال له سألتك بالله العظيم ونبيه الكريم إلا ما أجرتني من خصمي فقال ومن خصمك حتى أجيرك منه فقال الفقر فأطرق الوزير ساعة وقال قد أمرت لك بمائة ألف درهم فأخذها وانصرف فبينما هو في الطريق إذ أمر الوزير برده إليه فلما رجع قال له سألتك بالله العظيم ونبيه الكريم متى أتاك خصمك معنفا فارجع إلينا متظلما وقال الأعمش كانت عندى شاة فمرضت وفقدت الصبيان لبنها فكان خيثمة بن عبد الرحمن يعودها بالغداة والعشي ويسألنى هل أسوفت علفها وكيف صبر الصبيان منذ فقدوا لبنها وكانت تحتى لبد أجلس عليه فكان إذا خرج يقول خذ ما تحت اللبد حتى وصل من علة الشاة أكثر من ثلاثمائة دينار من بره حتى تمنيت أن الشاة لم تبرأ