وكان معنا الحاجب فمضينا ورأيناه فوالله ما رأينا في الدنيا شيئا أحسن منه ولا شيئا حسنا إلا وقد عمل فيهلا فمددت أنا يدي إلى غزال من ذهب عيناه يا قوتتان فوضعته في كمى ثم جئناه فوصفنا له حسن ما رأيناه فقال أترجة يا أمير المؤمنين إنه قد سرق منه شيئا وغمزه على كمي فأريته الغزال فقال بحياتي عليكما ارجعا فخذا ما أحببتما فمضينا فملأنا أكمامنا وأقبتنا وأقبلنا نمشي كالحبالى فلما رآنا ضحك فقال بقية الجلساء ونحن فما ذنبنا يا أمير المؤمنين فقال قوموا فخذوا ما شئتم ثم قام فوقف على الطريق ينظر كيف يحملون ويضحك ونظر يزيد المهلبي سطلا من ذهب مملوءا مسكا فأخذه بيده وخرج فقال له المستعين إلى أين فقال إلى الحمام يا أمير المؤمنين فضحك من قوله وأمر الفراشين والخدم أن ينتهبوا الباقي فانتهبوا فوجهت إليه أمه تقول سر الله أمير المؤمنيين لقد كنت أحب أن يراه قبل أن يفرقه فإنني أنفقت عليه مائة ألف ألف وثلاثين ألف دينار فقا ليحمل إليها مثل ذلك حتى تعيد مثله ففعلت ومضى حتى رآه وفعل به كفعله بالأول ودخل طلحة بن عبد الله بن عوف السوق يوما فوافق فيه الفرزدق فقال يا أبا فراس اختر عشرا من الإبل ففعل فقال ضم إليها مثلها فلم يزل يقول مثل ذلك حتى بلغت مائة فقال هى لك فقال .
( يا طلح أنت أخو الندى وعقيدة ... إن الندى ما مات طلحة ماتا ) .
( إن الندى ألقي إليك رحاله ... فبحيث بت من المنازل باتا ) .
وقدم زياد الأعجم على عبد الله بن غالحشرج بنيسابور فأكرمه وأنعم عليه وبعث إليه بألف دينار فقال .
( إن السماحة والمروءة والندى ... في قبة ضربت على ابن الحشرج ) .
فقال زدني فقال كل شيءلا وثمنه ووفد أبو عطاء السدي على نصر بن سيار بخراسان مع رفيقين له فأنزله وأحسن إليه وقال ما عندك يا أبا عطاء فقال وما عسى أن أقول وأنت أشعر العرب غير أني قلت بيتين قال هات ما قلت فقال