( يا طالب الجواد إما كنت تطلبه ... فاطلب على بابه نصر بن سيار ) .
( الواهب الخيل تغدو في أعنتها ... مع القيان وفيها ألف دينار ) .
فأعطاه ألف دينار ووصائف وكساه كسوة جميلة فقسم ذلك بين رفيقيه ولم يأخذ منه شيئا فبلغ ذلك نصرا فقال يا له قاتله الله من سيد ما أضخم قدره ثم أمر له بمثله وقال العتبي أشرف عمرو بن هبيرة يوما من قصره فإذا هو باعرابي يرقل قلوصة فقال عمرو لحاجبه إن أرادني هذا الاعرابي فأوصله إلي فلما وصل الأعرابي سأله الحاجب فقال أردت الأمير فدخل به إليه فلما مثل بين يديه قال له ما حاجتك فأنشد الأعرابي يقول .
( أصلحك الله قل ما بيدي ... ولا اطيق العيال إذ كثروا ) .
( أناخ دهري علي كلكلة ... فأرسلوني إليك وانتظروا ) .
فأخذت عمر الاريحية فجعل يهتز في مجلسه ثم قال أرسلوك إلي وانتظروا إذن والله لا تجلس حتى ترجع إليهم ثم أمر له بألف دينار وقيل أراد ابن عامر أن يكتب لرجل بخمسين ألف درهم فجرى القلم بخمسمائة ألف فراجعه الخازن في ذلك فقال انفذه فما بقي إلا نفاذه وإن خروج المال أحب إلي من الاعتذار فاستشرفه الخازن فقال إذا أراد الله بعبد خيرا صرف القلم عن مجرى إرادة كاتبه إلى إرادته وأنا أردت شيئا وأراد الجواد الكريم أن يعطي عبده عشرة أضعافه فكانت أرادة الله الغالبة وأمره النافذ ووقف أعرابي على ابن عامر فقال يا قمر البصرة وشمس الحجاز ويا ابن ذروة العرب وابن بطحاء مكة برحت بي الحاجة وأكدت بي الآمال إلا بفنائك فامنحنى بقدر الطاقة لا بقدر المجد والشرف والهمة فأمر له بمائتى ألف درهم وسمع المامون قول عمارة بن عقيل .
( أأترك إن قلت دراهم خالد ... زيارته إني إذا للئيم ) .
فقال أوقلت دراهم خالد إحملوا إليه مائة ألف درهم فبعثها