ومنهم سيدي أبو عبد الله محمد بن يوسف البناء اصبهاني الأصل كتب عن ستمائة شيخ ثم غلب عليه الانفراد والخلوة الى ان خرج الى مكة بشرط التصوف وقطع البادية على التجريد وكان في ابتداء أمره يكسب في كل يوم ثلاثة دراهم وثلثا فيأخذ من ذلك لنفسه دانقا ويتصدق بالباقي ويختم مع العمل كل يوم ختمه فإذا صلى العتمة في مسجده خرج إلى الجبل الى قريب الصبح ثم يرجع الى العمل وكان يقول في الجبل يارب إما أن تهب لي معرفتك أو تأمر الجبل أن ينطبق علي فإني لا أريد الحياة بلا معرفتك .
ومنهم سيدي يحيى ابن معاذ الرازي قدس الله سره يكني أبا زكرياء أحد رجال الطريق كان أوحد وقته ومن كلامه لا تكن ممن يفضحه يوم موته ميراثه ويوم حشره ميزانه وقال ليكن حظ المؤمن منك ثلاث خصال إن لم تنفعه فلا تضره وان لم تسره فلا تغمه وان لم تمدحه فلا تذمه وقال الصبر على الخلوة من علامات الإخلاص وقال بئس الصديق صديقا يحتاج الى ان يقال له إذكرني في دعائك وقال على قدر حبك لله يحبك الخلق وعلى قدر خوفك من الله تهابك الخلق وعلى قدر شغلك بالله تشتغل في أمرك الخلق وقال من كان غناء في كيسه لم يزل فقيرا ومن وكان غناه في قلبه لم يزل غنيا ومن قصد بحوائجه المخلوقين يزل محروما .
وروى أنه قدم شيرازا فجعل يتكلم على الناس في علم الأسرار فأتته امرأة من نسائها فقالت كم تأخذ من هذه البلدة قال ثلاثون ألفا أصرفها في دين علي بخراسان فقالت لك علي ذلك على ان تأخذها وتخرج من ساعتك فرضي بذلك فحملت إليه المال فخرج من الغد فعوتبت تلك المرأة فيما فعلت فقالت إنه كان يظهر أسرار أولياء الله تعالى للسوقة والعامة فغرت على ذلك .
ومنهم سيدي يوسف بن الحسين الرازي يكنى أبا يعقوب كان وحيد وقته في اسقاط التصنع عالما أديبا صحب ذا النون المصري وأبا تراب النخشي من كلامه إذا أردت أن تعلم العاقل من الأحمق