فحدثه بالمحال فإن قبل فاعلم أنه احمق وقال اذا رأيت المريد يشتغل بالرخص فاعلم أنه لا يجيء منه شيء وقال لأن ألقى الله تعالى بجميع المعاصي أحب من أن ألقاه بذرة من التصنع وقال أبو الحسن الدارج قصدت زيارة ابن الرازي من بغداد فلما دخلت بلده سألت عن منزله فكل من سألته يقول أي شيء تريد من هذا الزنديق فضيقوا صدري حتى عزمت على الانصراف فبت تلك الليلة في مسجد ثم قلت في نفسي جئت هذه البلدة فلا اقل من زيارته فلم أزل أسأل عنه حتى وصلت إلى مسجده فوجدته جالسا في المحراب وبين يديه مصحف يقرأ فيه فدنوت منه وسلمت عليه فرد علي السلام وقال من أين قلت من بغداد فقال أتحسن من قولهم شيئا قلت نعم وأنشدته .
( رأيتك تبني دائما في قطيعتي ... ولو كنت ذا حزم لهدمت ما تبني ) .
فأطبق المصحف ولم يزل يبكي حتى ابتلت لحيته وثوبه ورحمته من كثرة بكائه ثم التفت إلي وقال يا بني أتلوم اهل البلد على قولهم يوسف بن الحسين زنديق وها أناذا من وقت صلاة الصبح أقرأ القرآن ولم تقطر من عيني قطرة وقد قامت علي القيامة بهذا البيت .
ومنهم سيدي حاتم بن علوان الأصم قدس الله سره يكني أبا عبد الرحمن من أكابر مشايخ خراسان صاحب شقيق البلخي ومن كلامه الزم خدمة مولاك تأتك الدنيا راغمة والآخرة راغبة وقال من ادعى ثلاثا بغير ثلاث فهو كذاب من ادعى حب الله تعالى من غير ورع عن محارمه فهو كذاب ومن ادعى محبة النبي من غير محبة الفقر فهو كذاب ومن ادعى حب الجنة من غير انفاق ماله فهو كذاب وسأله رجل علام بنيت أمرك في التوكل على الله D قال على اربع خصال علمت أن رزقي لا يأكله غيري فاطمأنت به نفسي وعلمت أن عملي لا يعمله غيري فأنا مشغول به وعلمت أن الموت يأتيني بغته فأنا أبادره وعلمت أني لا أخلو من عين الله D حيث كنت فأنا أستحي منه