التوكل ورأيت جوامع الفقر في القنوط والغني حق الغني من أسكن الله في قلبه من غناه يقينا ومن معرفته توكلا ومن قسمته رضا فذلك الغني حق الغني وان أمسى طاويا وأصبح معوزا فبكي القوم من كلامه .
ومنهم سيدي ابو سليمان بن عبد الرحمن بن أحمد بن عطية الداراني أحد رجال الطريقة قدس الله سره كان من أجل السادات وأرباب الجد في المجاهدات ومن كلامه من أحسن في نهاره كفي في ليله ومن أحسن في ليله كفى في نهاره ومن صدق في ترك شهوة ذهب الله بها من قلبه والله تعالى أكرم من أن يعذب قلبا بشهوة تركت له وقال لكل شيء علامة وعلامة الخذلان ترك البكاء وقال لكل شيء صدأ وصدأ نور القلب شبع البطن وقال احمد بن أبي الحوارى شكوت إلى أبي سليمان الوسواس فقال إذا اردت أن ينقطع عنك فأى وقت أحسست به فافرح فانك إذا فرحت به انقطع عنك لأنه لا شيء أبغض إلى الشيطان من سرور المؤمن وإذا اغتممت به زادك وقال ذو النون المصري C تعالى اجتمعوا ليلا على أبي سليمان الداراني فسمعوه يقول يا رب أن طالبتني بسريرتي طالبتك بتوحيدك وان طالبتني بذنوبي طالبتك بكرمك وان جعلتني من أهل النار أخبرت أهل النار بحبي إياك .
وقال علي بن الحسين الحداد سألت أبا سليمان بأي شيء تعرف الابرار قال بكتمان المصائب وصيانة الكرامات .
وروى عنه أنه قال نمت ليلة عن وردى فإذا حوراء تقول لي وأتنام وأنا أربي لك في الخدور منذ خمسمائة عام .
ومنهم سيدي أبو محمد عبد الله بن حنيف من زهاد المتصوفة كوفي الأصل ولكنه سكن انطاكية ومن كلامه لا تغتم الا من شيء يضرك غدا ولا تفرح إلا بشيء يسرك غدا وله كرامات ظاهرة وبركات متواترة