جمعتهما في زيارة القبور فلا تفرق بينهما يوم النشور فما بقي في المدينة أحد إلا استحسن كلامه ولما احتضر ابراهيم الخليل E قال هل رأيت خليلا يقبض روح خليله فأوحى الله إليه هل رأيت خليلا يكره لقاء خليله قال فاقبض روحي الساعة وقيل إذا قضى الله لرجل أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة فيسيره إليها وقال بعضهم .
( إذا ما حمام المرء كان ببلدة ... دعته إليها حاجة فيطير ) .
حكي أن شابا تقيا من بني إسرائيل كان يجتمع مع سليمان عليه السلام ويحضر مجالسه فبينما هو عند سليمان في مجلسه إذ دخل ملك الموت عليه فلما رآه الشاب صفر لونه وارتعدت فرائضه وقال يا نبي الله إني خفت من هذا الرجل فمر الريح أن تذهب بي إلى الهند فأمر سليمان الريح فذهبت به فما كان إلا قليل حتى دخل ملك الموت على سليمان وهو متعجب فقال له سليمان مم تعجب قال أعجب أني أمرت بقبض روح الشاب الذي كان عندك بأرض الهند ودخلت عليك فوجدته عندك فصرت متعجبا ثم توجهت إلى الهند فرأيته هناك وقبضت روحه فهذا عجبي فقال له سليمان إنه لما رآك خاف وانزعج وطلب مني أن تحمله الريح إلى الهند فأمرتها فحملته وفي ذلك المعنى قال محمد بن الحسن .
( ومتعب الروح مرتاح إلى بلد ... والموت يطلبه في ذلك البلد ) وقيل إن الإنسان يحصل له عند الموت قوة حركة نحو ما يحصل للسراج عند انطفائه من حركة سريعة وضياء ساطع وتسميها الأطباء النعشة الأخيرة والله أعلم وقيل إن الرشيد ماتت له جارية وكانت من خواص محاظيه فجزع عليها جزعا شديدا فقال لبعض أصدقائه أما ترى ما بليت به ما أحببت أحدا إلا مات فقال يا أمير المؤمنين أحببني فقال ويحك إن الحب ليس هو شيء يصنع إنما هو شيء يقع