أسقط ودخل ملك الموت على داود عليه السلام فقال له من أنت قال أنا الذي لا يهاب الملوك ولا تمنع منه القصور ولا يقبل الرشا فقال إذن أنت ملك الموت وإني لم أستعد بعد فقال له يا داود أين فلان جارك أين فلان قريبك قال ماتا قال أما كان لك في موت هؤلاء عبرة لتستعد بها ثم قبضه عليه السلام ( وفي الخبر ) من حديث حميد الطويل عن أنس بن مالك عن النبي قال إن الملائكة تكتنف العبد وتحتبسه ولولا ذلك لكان يعدو في الصحراء والبراري من شدة سكرات الموت وقد أجمعت الأمة على أن الموت ليس له زمن من معلوم فليكن المرء على أهبة من ذلك وقيل بينما حسان جالس وفي حجره صبي يطعمه الزبد بالعسل إذ شرق الصبي فمات فقال .
( إعمل وأنت صحيح مطلق فرح ... ما دمت ويحك يا مغرور في مهل ) .
( يرجو الحياة صحيح ربما كمنت ... له المنية بين الزبد والعسل ) وقيل إن المأمون لما قربت وفاته دخل عليه بعض أصدقائه فوجده قد فرش له جلد دابة وبسط عليه الرماد وهو يتمرغ فيه ويقول يا من لا يزول ملكه ارحم من زال ملكه ولما احتضر عمرو بن العاص دعا بغل وقيد وقال ألبسوني أياهما فإني سمعت رسول الله يقول إن التوبة مقبولة ما لم يغرغر ابن آدم بنفسه ثم استقبل القبلة وقال اللهم إنك أمرتنا فعصينا فارتكبنا وهذا مقام العائذ بك فان تعف فأنت أهل العفو وإن تعاقب فبما قدمت يداي لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ثم مات وهو مغلول القيد فبلغ ذلك الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما فقال استسلم الشيخ ولعلها تنفعه .
ولما احتضر المعتصم جعلوا يهونون عليه فقال هان على النظارة ما يمر بظهر المجلود وسمع أبو الدرداء رجلا في جنازة يقول من هذا فقال أنت فإن كرهت فأنا وقيل مات عكرمة مولى ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وكثير عزة في يوم واحد فقال اللهم كما