عفيرة بنت الوليد البصرية العابدة الزاهدة رحمها الله تعالى أنها سمعت رجلا يقول ما أشد العمى على من كان بصيرا فقالت له يا عبد الله عمى القلب عن الله أشد من عمي العين عن الدنيا والله لوددت أن الله وهب لي كنه معرفته ولم يبق مني جارحة إلا أخذها .
وكتب مبارك لأخيه سفيان الثوري يشكو إليه ذهاب بصره فكتب إليه أما بعد فقد فهمت كتابك فيه شكاية ربك فاذكر الموت يهن عيك ذهاب بصرك والسلام وقيل لعطاء في مرضه ما تشتهي ؟ قال ما ترك خوف جهنم في قلبي موضعا للشهوة وأصاب ابن أدهم بطن فتوضأ في ليلة سبعين مرة وقيل لأعرابي في مرضه ما تشتهي ؟ قال الجنة فقيل أفلا ندعوا لك طبيبا ؟ قال طبيبي هو الذي أمرضني .
الفصل الثاني من هذا الباب في ذكر العلل كالبخر والعرج والعمى والصمم والرمد والفالج وغير ذلك نسأل الله العفو والعافية والمعافاة في الدنيا والآخرة .
قيل تسارر أبخر وأصم فقال له الأصم قد فهمت ثم فارقه فسأله رجل فقال والله لا أدري غير انه فسا في أذني وقيل ان عبد الملك بن مروان كان أبخرا فعض يوما على تفاحة ورمى بها إلى زوجته فدعت بسكين فقال ما تصنعين بها ؟ قالت أميط الأذى عنها فشق عليه ذلك منها فطلقها و سارر أبو الأسود الدؤلي سليمان ابن عبد الملك وكان أبو الأسود أبخر فستر سلميان أنفه بكمه فعبر أبو الأسود وهو يقول لا يصلح للخلافة من لا يقدر على مناجاة الشيوخ البخر وقيل طول انطباق الفم يورث البخر وكل رطب الفم سائل اللعاب سالم منه وقيل ان الزنج أطيب الناس أفواها والسباع موصوفة بالبخر ولا المثل مضروب بالأسد والصقر في البخر والكلب من بينهما طيب الفم وليس في البهائم أطيب أفواها من الظباء