الباب الثمانون فيما جاء في ذكر الأمراض والعلل والطب والدواء وما جاء في السنة من العبادة وما أشبه ذلك وفيه فصول .
الفصل الأول في الأمراض والعلل وما جاء في ذلك من الاجر والثواب .
روي عن عبد الله بن أنيس رضي الله تعالى عنه عن النبي أنه قال أيكم يحب أن يصح جسمه فلا يسقم ؟ فقالوا كلنا يا رسول الله قال أتحبون أن تكونوا كالحمير الصوالة ألا تحبون أن تكونوا أصحاب بلايا وأصحاب كفارات والذي بعثني بالحق نبيا أن الرجل لتكونن له الدرجة في الجنة فلا يبلغها بشيء من عمله فيبتليه الله تعالى ليبلغ درجة لا يبلغها بعمله وقال ما من مسلم يمرض إلا حط الله من خطاياه كما تحط الشجرة ورقها وكان يقول لا تزال الأوصاب والمصائب بالعبد حتى تتركه كالفضة البيضاء والنقية المصفاة .
وقيل إن الناس قد حموا في فتح خيبر فشكوا إلى رسول الله فقال أيها الناس إن الحمى رائد الموت وسجن الله في الأرض وقطعة من النار فإذا وجدتم ذلك فبردوا لها الماء في الشنان ثم صبوا عليكم بين المغرب والعشاء ففعلوا ذلك فزالت عنهم .
وعن انس رضي الله تعالى عنه قال دخل رسول الله على شاب وهو في الموت فقال له كيف تجدك ؟ فقال أرجو الله وأخاف ذنوبي فقال E هما لا يجتمعان في قلب عبد في هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وآمنه مما يخاف