نكتة قيل انقطع الغيث عن بني إسرائيل في زمن موسى E حتى احترق النبات وهلك الحيوان فخرج موسى E في بني إسرائيل وكانوا سبعين رجلا من نسل الأنبياء مستغيثين إلى الله تعالى قد بسطوا أيدي صدقهم وخضوعهم وقربوا قربان تذللهم وخشوعهم ودموعهم تجري على خدودهم ثلاثة أيام فلم يمطر لهم فقال موسى اللهم أنت القائل ادعوني أستجب لكم وقد دعوتك وعبادك على ما ترى من الفاقة والحاجة والذل فأوحى الله تعالى إليه يا موسى إن فيهم من غذاؤه حرام وفيهم من يبسط لسانه بالغيبة والنميمة وهؤلاء استحقوا أن أنزل عليهم غضبي وأنت تطلب لهم الرحمة كيف يجتمع موضع الرحمة وموضع العذاب ؟ فقال موسى ومن هم يا رب حتى نخرجهم من بيننا ؟ فقال الله تعالى يا موسى لست بهتاك ولا نمام ولكن يا موسى توبوا كلكم بقلوب خالصة فعساهم يتوبوا معكم فأجود بانعامي عليكم فنادى منادي موسى في بني إسرائيل إن اجتمعوا فاجتمعوا فاعلمهم موسى E بما أوحى إليه و العصاة يسمعون فذرفت أعينهم ورفعوا مع ببني إسرائيل أيديهم إلى الله D وقالوا إلهنا جئناك من أوزارنا هاربين ورجعنا إلى بابك طالبين فارحمنا يا أرحم الراحمين فما زالوا كذلك حتى سقوا بتوبتهم إلى الله تعالى اللهم تب علينا وعلى سائر العصاة والمذنبين يا رب العالمين أوحى الله إلى داود E يا داود لو يعلم المدبرون عني كيف انتظاري لهم ورفقي بهم وشوقي إلى ترك معاصيهم لماتوا شوقا إلي وتقطعت أوصالهم من محبتي يا داود هذه إرادتي في المدبرين عني فكيف إرادتي بالمقبلين على ولقد أحسن من قال .
( أسيء فيجزي بالإساءة إفضالا ... وأعصي فيوليني برا وإمهالا ) .
( فحتى متى أجفوه وهو يبرني ... وأبعد عنه وهو يبدل إيصالا ) .
( وكم مرة قد عن نهج طاعة ... ولا حال عن ستر القبيح ولا زالا ) وهذا آخر ما يسره الله تعالى في هذا الباب والله أعلم بالصواب