الفصل الثاني في الأدعية وما جاء فيها .
كان من دعاء شريح C تعالى اللهم إني أسألك الجنة بلا عمل عملته وأعوذ بك من النار بلا ذنب تركته ودعت إعرابية عند البيت فقالت إلهي لك أذل وعليك أدل وكان من دعاء بعض الصالحين اللهم إن كنا عصيناك فقد تركنا من معاصيك أبغضها إليك وهو الإشراك وإن كنا قصرنا عن بعض طاعتك فقد تمسكنا بأحبها إليك وهو شهادة أن لا إله إلا أنت وإن رسلك جاءت بالحق من عندك .
ومن دعاء سلام بن مطيع " اللهم إن كنت بلغت أحدا من عبادك الصالحين درجة ببلاء فبلغنيها بالعافية " وقيل لفتح الموصلي ادع الله لنا فقال اللهم هبنا عطاءك ولا تكشف عنا غطاءك وكان من دعاء بعض السلف اللهم لا تحرمني خير ما عندك لشر ما عندي فإن لم تقبل تعبي ونصبي فلا تحرمني أجر المصاب على مصيبته اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا ولا إلى الناس فنضيع وقال الحسن من دخل المقابر فقال اللهم رب الأرواح الفانية والأجساد البالية والعظام النخرة التي خرجت من الدنيا وهي بك مؤمنة أدخل عليها روحا من عندك وسلاما مني كتب الله بعدد من مات من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة حسنات .
وحكي عن معروف القاضي أن الحجيج كانوا يجتهدون في الدعاء وفيهم رجل من التركمان ساكت لا يحسن أن يدعو فخشع قلبه وبكى فقال بلغته اللهم إنك تعلم أني لا أحسن شيئا من الدعاء فاسألك ما يطلبون منك بما دعوا فرأى بعض الصالحين في منامه أن الله قبل حج الناس بدعوة ذلك التركماني لما نظر إلى نفسه بالفقر والفاقة وقال الأصمعي حسدت عبد الملك على كلمة تكلم بها عند الموت وهي اللهم إن ذنوبي وإن كثرت وجلت عن الصفة فإنها صغيرة في جنب عفوك فاعف عني وركب إبراهيم بن أدهم في سفينة فهاجت الريح وبكى الناس وأيقنوا بالهلاك وكان إبراهيم نائما في كساء فاستوى جالسا وقال أريتنا