قال جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه دعا رسول الله في مسجد الفتح ثلاثة أيام يوم الاثنين ويوم الثلاثاء واستجيب له يوم الأربعاء بين الصلاتين فعرفت السرور في وجهه قال جابر ما نزل بي أمر مهم غليظ إلا توخيت تلك الساعة فادعو فيها فاعرف الإجابة وفي بعض الكتب المنزلة يا عبدي إذا سألت فاسألني فإني غني وإذا طلبت النصرة فاطلبها مني فإني قوي وإذا أفشيت سرك فافشه إلي فإني وفي وإذا أقرضت فأقرضني فإني ملي وإذا دعوت فادعني فإني حفي ) وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله قال " ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له " وقال وهب بن منبه بلغني أن موسى مر برجل قائم يبكي ويتضرع طويلا فقال موسى يا رب أما تستجيب لعبدك ؟ فأوحى الله تعالى إليه " يا موسى لو أنه بكي حتى تلفت نفسه ورفع يديه حتى بلغ عنان السماء ما استجبت له " قال يا رب لم ذلك ؟ قال لأن في بطنه الحرام ومر إبراهيم بن أدهم بسوق البصرة فاجتمع الناس إليه وقالوا يا أبا إسحاق ما لنا ندعوا فلا يستجاب لنا ؟ قال لأن قلوبكم ماتت بعشرة أشياء الأول أنكم عرفتم الله فلم تؤدوا حقه الثاني زعمتم أنكم تحبون رسول الله ثم تركتم سنته الثالث قرأتم القرآن ولم تعملوا به الرابع أكلتم نعمة الله ولم تؤدوا شكرها الخامس قلتم إن الشيطان عدوكم ووافقتموه السادس قلتم إن الجنة حق فلم تعملوا لها السابع قلتم إن النار حق ولم تهربوا منها الثامن قلتم إن الموت حق فلم تستعدوا له التاسع انتبهتم من النوم واشتغلتم بعيوب الناس وتركتم عيوبكم العاشر دفنتم موتاكم ولم تعتبروا بهم .
وكان يحيى بن معاذ يقول من أقر لله باساءته جاد الله عليه بمغفرته ومن لم يمن على الله بطاعته أوصله إلى جنته ومن أخلص لله في دعوته من الله عليه بإجابة وقال علي رضي الله تعالى عنه ارفعوا أفواج البلايا بالدعاء وعن أنس رضي الله تعالى عنه ( يرفعه ) " لا تعجزوا عن الدعاء فإنه لن يهلك مع الدعاء أحد "