بالدعاء لقوله تعالى ( ادعوا ربكم تضرعا وخفية ) وعن ابي عبد الرحمن الهمداني قال صليت مع أبي إسحاق الغداة فسمع رجلا يجهر في الدعاء فقال كن كزكريا إذ نادى ربه نداء خفيا وينبغي للداعي أن لا يتكلف وأن يأتي بالكلام المطبوع غير المسجوع لقوله ( إياكم والسجع في الدعاء بحسب أحدكم يقول اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل ) وقيل ادعوا بلسان الذلة والاحتقار ولا تدعوا بلسان الفصاحة والانطلاق وكانوا لا يزيدون في الدعاء على سبع كلمات فما دونها كما في آخر سورة البقرة وعن سفيان بن عيينة لا يمنعن أحدكم من الدعاء ما يعلم من نفسه فقد أجاب الله دعاء شر الخلق إبليس إذ قال ( رب انظرني إلى يوم يبعثون ) وعن النبي إذا سأل أحدكم مسألة فتعرف الإجابة فليقل الحمد لله على الذي بنعمته تتم الصالحات ومن أبطأ عليه من ذلك شيء فليقل الحمد لله على كل حال وعن سلمة بن الأكوع قال ما سمعت رسول الله يستفتح الدعاء يستفتح الدعاء إلا قال ( سبحان ربي الأعلى الوهاب ) وعن أبي سليمان الداراني من أراد أن يسأل الله حاجة فليبدأ بالصلاة على رسول الله وينبغي للمؤمن أن يجتهد في الدعاء وأن يكون على رجاء من الإجابة ولا يقنط من رحمة الله لأنه يدعو كريما .
وللدعاء أوقات وأحوال يكون الغالب فيها الإجابة وذلك وقت السحر ووقت الفطر وما بين الأذان والإقامة وعند جلسة الخطيب بين الخطبتين إلى أن يسلم من الصلاة وعند نزول الغيث وعند التقاء الجيش في الجهاد في سبيل الله تعالى وفي الثلث الأخير من الليل لما جاء في الحديث ( إن في الليل ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله شيئا إلا أعطاه ) وفي حالة السجود لقوله E أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء وما بين الظهر والعصر في يوم الأربعاء وأوقات الاضطرار وحالة السفر والمرض هذه كله جاءت به الآثار