يعجل له دعوته وإما أن يدخر له ثوابها وإما أن يكف عنه من السوء بمثلها وروي أنه إذا كان يوم القيامة واستقر أهل الجنة في الجنة فبينما العبد المؤمن في قصره وإذا ملائكة من عند ربه يأتونه بتحف من عند الله فيقول ما هذا أليس الله قد أنعم علي وأكرمني فيقولون ألست كنت تدعو الله في الدنيا هذا دعاؤك الذي كنت تدعوه قد أدخر لك .
واعلم أن إجابة الدعاء لا بد لها من شروط فشرط الداعي أن يكون عالما بأن لا قادر إلا الله وأن الوسائط في قبضته ومسخرة بتسخيره وأن يدعو بنية صادقة وحضور قلب فإن الله تعالى لا يستجيب دعاء من قلب لاه وأن يكون متجنبا لأكل الحرام ولا يمل من الدعاء ومن شروط المدعو فيه أن يكون من الأمور الجائزة الطلب والفعل شرعا كما قال E ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم فيدخل في الإثم كل ما يأثم به من الذنوب ويدخل في الرحم جميع حقوق المسلمين ومظالمهم قال ابن عطاء الله إن الدعاء أركانا وأجنحة وأسبابا وأوقاتا فإن وافق أركانه قوي وإن وافق أجنحته طار إلى السماء وإن وافق مواقيته فاز وإن وافق أسبابه نجح فأركانه حضور القلب والخشوع وأجنحته الصدق ومواقيته الأسحار وأسبابه الصلاة على النبي ومن شروط الدعاء أن يكون سليما من اللحن كما قال بعضهم .
( ينادي ربه باللحن ليث ... كذلك إذ دعاه لا يجاب ) وقيل إن الله تعالى لا يستجيب دعاء عريف ولا شرطي ولا جاب ولا عشار ولا صاحب عرطبة وهي الطنبور ولا صاحب كوبة وهي الطبل الكبير الضيق الوسط ومن آداب الدعاء أن يدعو الداعي مستقبل القبلة ويرفع يديه لما روي عن رسول الله قال إن الله ربكم حي كريم ليستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا أو أن يمسح بهما وجهه بعد الدعاء لما روي عن عمر قال كان رسول الله إذا مد يديه في الدعاء لم يردهما حتى يمسح بهما وجهه وأن لا يرفع بصره إلى السماء لقوله " لينتهن أقوام عن رفع أبصارهم إلى السماء عند الدعاء أو ليخطفن الله أبصارهم " وأن يخفض الداعي صوته