وجدت فيه سكباج تصحيفه سك تاج فرميت الكتاب من يدي وحلفت أني لا أشتغل به أبدا فضحك الناس حتى غشي عليهم ودخل عبد الله بن جعفر على عبد الملك بن مروان فوجده يتأوه فقال يا أمير المؤمنين لو أدخلت عليك من يؤنسك بأحاديث العرب ويباسطك استرحت فقال لست بصاحب لهو فقال ما الذي تشكوه يا أمير المؤمنين قال هاج بي عرق النسا في ليلتي هذه فبلغ مني ما ترى فقال إن بديحا مولاي أرقى الخلق منه فأمر باحضاره فلما مثل بين يديه قال عبد الملك يا بديح أرق رجلي فقال يا مولاي أنا أرقي الناس لها ثم وضع يده عليها وجعل يقول ما لا يسمع فقال عبد الملك قد وجدت راحة بهذه الرقية اين فلانة ائتوني بها تكتبها لئلا يهيج بي الوجع بالليل فقال له بديح الطلاق يلزمه ما اكتبها إلا بتعجيل جائزتي فأمر له بأربعة آلاف درهم فقال يا أمير المؤمنين الطلاق يلزمه ما أكتبها حتى تحمل جائزتي إلى بيتي قال تحمل فحملت فقال يا أمير المؤمنين الطلاق يلزمه ما رقيت رجلك إلا مباسطة بقول نصيب حيث قال .
( ألا إن ليلى العامرية أصبحت ... على البعد مني ذنب غيري تنقم ) فقال ويلك ما تقول فقال الطلاق يلزمه ما رقيتك إلا بها فقال اكتمها علي فقال كيف وقد سارت بها الركبان إلى أخيك بمصر فضحك حتى فحص برجليه وأعجبه هذا البسط وروي أن ابن سيرين كان ينشد قول الشاعر .
( أنبئت أن فتاة كنت أخطبها ... عرقوبها مثل شهر الصوم في الطول ) ثم يضحك حتى يسيل لعابه