مرعوبة فقال لها ما دهاك قالت إن النبي قال لي إن في عينيك بياضا فقال نعم والله وسوادا وأتته أيضا عجوز أنصارية فقالت يا رسول الله أدع الله لي أن يدخلني الجنة فقال لها يا أم فلان إن الجنة لا يدخلها عجوز فولت المرأة تبكي فتبسم وقال لها أما قرأت قوله تعالى ( إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا ) وقالت عائشة رضي الله تعالى عنها سابقت رسول الله فسبقته فلما كثر لحمي سابقته فسبقني فضرب بكتفي وقال هذه بتلك وعنها أيضا قالت كان رسول الله يدخل وأنا ألعب مع صويحباتي ولا يعيب علي وسئل النخعي هل كان أصحاب رسول الله يضحكون قال نعم والإيمان في قلوبهم مثل الجبال الرواسي وكان نعيمان الصحابي من أولع الناس بالمزاح والضحك قيل إنه يدخل الجنة وهو يضحك فمن مزحه إنه مر يوما بمخرمة بن نوفل الزهري وهو ضرير فقال له قدني حتى أبول فأخذه بيده حتى أتى به إلى المسجد فأجلسه في مؤخره فصاح به الناس إنك في المسجد فقال من قادني قالوا نعيمان قال لله علي نذر أن أضربه بعصاي هذه إن وجدته فبلغ ذلك نعيمان فجاء إليه وقال له يا أبا المنور هل لك في نعيمان قال نعم قال ها هو قائم يصلي وأخذه بيده وجاء به إلى عثمان بن عفان وهو يصلي وقال هذا نعيمان فعلاه بعصاه فصاح الناس أمير المؤمنين فقال من قادني قالوا نعيمان فقال والله لا تعرضت بسوء بعدها وقال عطاء بن السائب كان سعيد بن جبير يقص علينا حتى يبكينا وربما لم يقم حتى يضحكنا وكان رجل يسمى تاج الوعظ يعظ الناس ويقص عليهم حتى يبكيهم ثم لم يقم حتى يضحكهم ويبسط آمالهم .
فمن لطائفه أنه حكى يوما بعدما فرغ من ميعاده قال سمعت الناس يتكلمون في التصحيف وكنت لا أعرفه فوقع في قلبي أن أتعلمه فدخلت في سوق الكتيبة واشتريت كتابا في التصحيف فأول ما تصحفته