مَنْ يقرأ كتابنا يُنْكرُ ابتداءنا فيه بالألف على سائر حروف المعجم لأنها حرفٌ معتل ولأن الخليل تَرَك الابتداءَ به في كتاب العين لأنَّ كتاب العين لا يمكن طالب الحرف منه أن يَعَلَم مَوْضعه من الكتاب من غير أن يقرأه إلاّ أن يكونَ قد نظر في التّصريف وعرفَ الزائد والأصلي والمعتلَّ والصحيح والثلاثيّ والرباعيّ والخماسيّ ومراتبَ الحروف من الحَلْق واللّسان والشَّفَة وتصريفَ الكلمة على ما يمكنُ من وُجوه تصريفها في اللّفظ على وجوه الحركات وإلحاقها ما تحمل من الزائد ومواضع الزوائد بعد تصريفها بلا زيادةٍ .
ويحتاجُ مع هذا إلى أن يعلمَ الطريقَ التي وصلَ الخليل منها إلى حَصْر كلام العرب فإذا عرفَ هذه الأشياءَ عرفَ مَوْضع ما يطلُبُ من كتاب العين .
قال : وكتابُنا قَصَدنْا فيه التّقريب على طالب الحَرْفَ وأن يستويَ في العلم منه بموضعه العالم والمتعلّم .
انتهى .
تذنيب - قال تاج الدين أحمد بن مكتوم في تذكرته : سُئل بعضُهم لم سمَّي كتابُ الجيم - تصنيف أبي عمرو إسحاق بن مرار الشّيباني - بهذا الاسم فقال لأن أوله حرف الجيم كما سمّي كتاب العين لأن أولَه حرفُ العين .
قال فاستحسنَّا ذلك ثم وقفنا على نسخةٍ من كتاب الجيم فلم نجده مبدوءاً بالجيم .
فائدة - روى أبو علي الغساني كتاب العين عن الحافظ أبي عمر بن عبد البر عن عبد الوارث بن سفيان عن القاضي مُنذر بن سعيد عن أبي العبّاس أحمد بن محمد بن ولاّد النّحوي عن أبيه عن أبي الحسن علي بن مهدي عن أبي معاذ عبد الجبار بن يزيد عن الليث بن المظفر بن نصر بن سيار عن الخليل .
فرع - ومنْ مشاهير كُتب اللّغة التي نَسَجَت على منْوَال العين كتابُ ( الجَمْهَرَة ) لأبي بكر بن دُريد .
قال في خطبته : قد ألَّف ( أبو عبد الرحمن ) الخليلُ بنُ أحمد ( الفَرْهُودي رضوان اللّه عليه ) كتابَ العين فأَتْعَبَ مَنْ تَصَدَّى لغَايته وعَنَّى من سَما إلى نهايته فالمُنْصفُ له بالغَلب مُعْترف والمُعَاند متكلّف وكلُّ مَنْ بَعْدَه له تَبَع أقرَّ بذلك أم جَحَد ولكنَّه رحمه اللّه - ألَّف كتابَه مُشاكلاً لثُقُوب فَهْمه وذَكَاء فطْنَته وحدَّة أذهان أهل دَهْره