طريقةَ تأليف اللّغة على الحروف وقديماً اعتَنى به العلماء وقبلَه الجهَابذة فكان المبرّد يَرْفع من قدره ورواه أبو محمد بن دَرَسْتويه وله كتاب في الرّد على المفضَّل ابن سلمة فيما نسبَه من الخلَل إليه ويكادُ لا يوجدُ لأبي إسحاق الزّجاجي حكايةٌ في اللغة إلاّ منه وقد تكلَّم الناس فيه بما هو مشهور وأصحُّ كتابٍ وُضعَ في اللغة على الحروف بارعُ أبي علي البغدادي ومُوعَب بن التَّيَّاني .
انتهى .
فائدة - ترتيب كتابُ العين ليس على التَّرتيب المعهود الآن في الحروف وقد أكْثرَ الأدباءُ من نَظْم الأبيات في بيان ترتيبه من ذلك قول أبي الفرج سلمة بن عبد اللّه المعَافري الجزيري : - من البسيط - .
( يا سائلي عن حروف العين دونكَهَا ... في رتبة ضمَّها وزنٌ وإحْصاء ) .
( العين والحاء ثم الهاءُ والخاء ... والغين والقاف ثم الكاف أكْفاءُ ) .
( والجيم والشين ثم الضادُ يتبعها ... صاد وسين وزاي بَعْدها طاء ) .
( والدال والتاء ثم الطاءُ متَّصل ... بالظاء ذال وثاء بعدها راءُ ) .
( واللام والنون ثم الفاء والباء ... والميم والواو والمهموز والياء ) .
قال أبو طالب المفضَّل بن سَلَمة الكوفي : ذكر صاحبُ العين أنه بدأ كتابَه بحرف العين لأنها أَقْصى الحروف مَخْرجاً .
قال : والذي ذكره سيبَويْه أن الهمزةَ أَقْصى الحروف مخرجاً .
قال : ولو قال بدأتُ بالعين لأنها أكثرُ في الكلام وأشدُّ اختلاطاً بالحروف لكان أولى .
وقال ابن كَيْسان : سمعتُ مَنْ يذكر عن الخليل أنه قال : لم أبْدَأْ بالهمزة لأنها يلحقها النقصُ والتغييرُ والحذفُ ولا بالألف لأنها لا تكون في ابتداء كلمة ولا في اسم ولا فعل إلاّ زائدة أو مُبْدَلَةً ولا بالهاء لأنها مهموسة خفيَّة لا صوتَ لها فنزلتُ إلى الحّيز الثاني وفيه العين والحاء فوجَدْت العين أنْصَعَ الحرفين فابتدأت به ليكون أحسنَ في التأليف وليس العلْمُ بتقدّم شيءٍ على شيء لأنه كلَّه مما يُحتاج إلى معرفته فبأيّ بدأت كان حَسناً وأولاها بالتقديم أكثرُها تصرُّفاً .
انتهى .
وقال أبو العباس أحمد بن ولاَّد في كتاب المقصور والممدود : لعلَّ بعضَ