الزَّاهر للزَّجاجي ومختصر سيرة ابن إسحاق لابن هشام ومختصر الواضحة للفضل بن سلمة . قال الشاري : وقد لهج الناسُ كثيراً بمختصر العين للزَّبيدي فاستعملوه وفضَّلوه على كتاب العَين لكونه حَذَف ما أورده مؤلّفُ كتاب العَيْن من الشواهد المختلقة والحروف المصحّفة والأبنية المختلّة وفضَّلوه أيضاً على سائر ما أُلّف على حروف المعجم من كتب اللغة مثل جمهرة ابن دريد وكتب كُراع لأجل صغَر حجمه وأَلْحَق به بعضُهم ما زاده أبو علي البغدادي في ( البارع ) على كتاب العين فكَثُرَت الفائدة .
قال : ومَذْهبي ومذهب شيخي أبي ذرّ الخُشَني وأبي الحسن بن خَرُوف أن الزَّبيدي أخلَّ بكتاب العَين كثيراً لحَذْفه شواهدَ القرآن والحديث وصحيحَ أشعار العرب منه . ولما عَلمَ ذلك من مُخْتَصَر العين الإمام أبو غالب تَمّام بن غالب المعروف بابن التَّيَّاني عمل كتابه العظيم الفائدة الذي سمَّاه بفَتْح العين واتى فيه بما في العَيْن من صحيح اللّغة الذي لا اختلاف فيه على وجهه دون إخْلالٍ بشيء من شواهد القرآن والحديث وصحيح أشعَار العرب وطرَح ما فيه من الشواهد المختلقة والحروف المُصَحَّفة والأبنية المختلّة ثم زاد فيه ما زاده ابنُ دُريد في الجمهرة فصار هذا الديوانُ محتوياً على الكتابين جميعاً وكانت الفائدةُ فيه فَصْلَ كتاب العين من الجمهرة وسياقه بلفظه لينْسب ما يحكى منه إلى الخليل إلاّ أن هذا الديوان قليلُ الوجود لم يعرّج الناسُ على نَسْخه بل مالوا إلى جمهرة ابن دريد ومُحكم ابن سيده وجامع ابن القَزَّاز وصحَاح الجوهري ومُجْمَل ابن فارس وأفعال ابن القُوطيّة وابن طريف ولم يعرّجوا أيضَاً على بارع أبي عليّ البغدادي ومُوعَبُ أبي غالب بن التَّيَّاني المذكور وهما من أصحّ ما أُلّف في اللغة على حروف المعجم والكتُب التي مالوا إلى الاعتناء بها قد تكلَّم العلماءُ فيها إلاّ أن الجمْهرة لابن دُريد أثنى عليه كثيرٌ من العلماء ويوجد منه النُّسَخُ الصحيحةُ المرويَّة عن أكابر العلماء .
وقال بعضهم : إنه من أحسن الكتب المؤلَّفة على الحروف وأصحّها لغة وقد آخذه أبو عليّ الفارسي النحوي وأبو عليّ البَغدادي القَالي وأبو سعيد السّيرافي النحوي وغيرهم من الأئمة .
وأما كتاب العَيْن المنسوب إلى الخليل فهو أصلٌ في معناه وهو الذي نهج