ونحن على قَدْرنا قد هذَّبْنا جميعَ ذلك في كتابنا المختصرَ منه وجَعَلْنا لكلَّ شيءٍ منه باباً يحصُره وعدداً يجمعه .
وكان الخليلُ أَوْلَى بذلك وأَجْدَر ولم نحْك فيه عن الخليل حَرْفاً ولا نَسَبْنا ما وقع في الكتاب عنه توخّياً للحق وقصْداً إلى الصدق وأنا ذَاكرٌ الآن من الخطأ الواقع في كتاب العَيْن ما لا يذهب على مَنْ شَدَا شيئاً من النَّحو أو طالَع باباً من الاشتقاق والتّصريف ليقومَ لنا العُذْر فيما نَزَّهْنا الخليل عنه .
انتهى كلام الزَّبيدي في صَدْر كتاب الاستدراك .
قلت : وقد طالعتُه إلى آخره فرأيتُ وَجْهَ التَّخْطئَة فيما خُطّىء فيه غالبُه من جهة التصريف والاشتقاق كَذكْر حرفٍ مَزيدٍ في مادّة أصلية أو مادةٍ ثُلاثية في مادة رُباعية ونحو ذلك وبعضُه ادّعى فيه التصحيف وأما أنه يُخَطأ في لفظة من حيث اللغة بأن يقال : هذه اللفظة كذبٌ أو لا تُعرف فمعاذَ اللّه لم يقع ذلك .
وحينئذ لا قَدْح في كتاب العين لأن الأولَ الإنكارُ فيه راجعٌ إلى الترتيب والوضْع في التأليف وهذا أمْرٌ هَيّن لأنَّ حاصله أن يقال : الأَوْلَى نقلُ هذه اللفظة من هذا الباب وإيرادُها في هذا الباب .
وهذا أمرٌ سَهلٌ وإن كان مقامُ الخليل يُنزَّه عن ارتكاب مثل ذلك إلاَّ أنه لا يمنعُ الوثوقَ بالكتاب والاعتمادَ عليه في نقل اللغة .
والثاني إن سُلّم فيه ما ادّعى من التصحيف يقال فيه ما قالته الأئمة : ومَنْ ذا الذي سَلمَ من التصحيف كما سيأتي في النوع الثالث والأربعين مع أنه قليل جداً وحينئذ يزول الإشكال الذي يأتي نَقْله عن الإمام فخر الدين في النوع الثالث .
فائدة - ممن ألَّف أيضاً الاستدراك على العين أبو طالب المُفَضَّل بن سَلَمَة بن عاصم الكُوفيّ من تلامذة ثعلب قال أبو الطيب اللغوي : ردَّ أشياء من كتاب العين للخليل أكثرُها غيرُ مَردود وأبو طالب هذا متقدّم الوفاة على الزَّبيدي .
فائدة - قال ابو الحسن الشَّاري في فهرسته : كان شيخُنا أبو ذرّ يقول : المختصرات التي فُضّلَت على الأمَّهات أربعة : مختصر العين للزَّبيدي ومختصر