بحث ونظر .
وأن يقول : إن عاملاً ضمن أن يرفع عَمله بارتفاع مال إلا أنه لم يضمن استخراجَ جميعه وضمن استخراجَ ما يزيد على ما استخرج منذ خمس سنين وإلى سنته بالقسط كيف يصحُّ اعتبار ذلكففيه كمين يحتاج إلى تقصيّه وتأمّله .
وأن يقول : لم يقدم المبيع على المستخرج والمبيع إنما هو من المستخرج وكيف يصحُّ ذلك . وأن يقول : كم من موضع تتقدّم الجمل على التفصيلوفي أي مَوضع لا يجوز إلا تأخيرها عنهوأن يقول : أيّ غلط يلزم الكاتبوأي غلط لا يلزمهوأن يقول : متى يجبُ الاستظهار له في صناعة الكتابةومتى لا يجوزُ الاستظهار لهوأن يقول : متى يكون النّقص في مال السلطان أشدّ في صناعة الكتابة من الزيادةوليس يعني نقص بالارتفاع مع العدل وعاجل زيادته مع الجور فذلك ما لا يسأل عنه وأن يقول ما باب من الارتفاع إذا كثر دلَّ على قلة الارتفاع وإذا قلّ دلّ على كمال الارتفاعوأن يقول : متى يكون مشاهدة الغلط أحسن في صناعة الكتابة من عَدَمهوأن يقول : كم نسبة جاري العمل من مبلغ الارتفاعوأول من قرّره ورتّبهوأن يقول ما رُتْبتان من رُتَب الكتابة إذا اجتمعتا لكاتبٍ بطل أكثر احتساباتهوأن يقول هل يطَّرد في جميع أحكام الكتابة حَمْلُها على مناسبة أحكام الشريعة أم لاوهل كان يذهب إلى هذا أحد من متقدمي الكتابوما الحجة فيهوباللَّه التوفيق .
الفصل الثالث .
في فتيا فقيه العرب .
وذلك أيضاً ضربٌ من الألغاز وقد ألَّف فيه ابن فارس تأليفاً لطيفاً في كرّاسة سماه بهذا الاسم رأيته قديماًوليس هو الآن عندي فنذكر ما وقع من ذلك في مقامات الحريري ثم إن ظَفرت بكتاب ابن فارس ألحقتُ ما فيه : .
قال الحريري في المقامة الثانية والثلاثين : قال الحارث بن همَام : أَجْمَعْتُ حين قضيتُ مَناسكَ الحج وأقمت وظائف العَجّ والثَّجّ أن أقصدَ طَيْبَة مع رُفْقَة من بني شيبة لأزور قبر النبي المصطفى وأخرج من قبيل من حج وجفا فأرجف بأنَّ المسالك شاغرَة وعرَبَ الحرَمَيْن مُتَشَاجرَة فحرْتُ إشْفاقٍ يُثَبّطُني وأَشواق