تُنَشّطُني إلى أنْ أُلْقي في رُوعي الاسْتسْلاَم وتغليبُ زيارة قبر النبي عليه السلام فأَعْتَمْتُ القُعْدَة وأعْدَدْتُ العُدَّة وسرْت والرُّفْقَةَ لا نَلْوي على عُرْجَة ولاَنني في تأْويب ولا دُلْجَة حتى وافينا بني حَرْب وقد آبُوا من حَرْب فأَزْمَعْنا أنْ نُقَضّي ظلَّ اليوم في حلَّة القَوْم وبينما نحن نتخَيَّرُ المُناخ ونَرُد الورْدَ النُّقَاخ إذ رأيناهم يَركُضُون كأنهم إلى نُصُب يُوفضون فرابنا انْثيالهم وسألْنا ما بالُهُمفقيل : قد حضَر ناديَهم فقيهُ العرب فإهْرَاعُهم لهذا السبب .
فقلت لرُفْقَتي : ألا نشهَدُ مَجمَعَ الحيَّ لَنَتَبَيَّنَ الرُّشْدَ منَ الغيّفقالوا : لقد أسْمَعْتَ إذْ دعوتَ وما ألَوْتَ .
ثم نهضنا نَتَّبع الهادي ونَؤُمُّ النَّادي حتى إذا أظْلَلْنا عليه واستَشْرَفْنا الفقيهَ المَنْهودَ إليه ألفيتُه أيا زَيْد ذا الشُّقَر والبُقَر والفَواقر والفقَر وقد اعتَمَّ الفَقْدَاء واستملَ الصَّمَّاءَوقَعَدَ القُرْفُصَاءوأعيانُ الحيّ به مُحْتَفون وأَخْلاَطُهُم عليهم مُلتَفّون وهو يقول : سَلوني عن المُعْضلات واستوضحوا مني المُشْكلات فو الذي فَطَر السماءوعَلم آدمَ الأسماء إن لفقيهُ العرب العَرْباء وأعلمُ مَن تَحت الجَرْباء فصَمدَ له فتًى فَتيقُ اللسان جَريُّ الجَنان فقال : إني حاضَرْتُ فقهاء الدُّنيا حتى انْتَخَلْتُ منهم مائة فُتْيا فإن كنتَ ممن يَرْغَبُ عن بنات غَيْر ويرغب منَّا في مَيْرفاستمع وأجب لتُقابَل بما يجب . فقال : الله أكبر سيبين المخبر وينكشف المضمر فاصدع بما تؤمر فقال ما تقول فيمن توضَّأَثم لمس ظَهْر نَعْلهقال : انتقضَ وُضوؤه من فعله .
قال : فإن تَوضَّأ ثم أتْكَأَهُ البَرْدُقال : يجدد الوضوء من بعد ( البرد : النوم ) قال : أيمسح المُتوضّئ أنْثَيَيْهقال : قد نُدبَ إليه ولم يجب عليه .
( الأنثييان : الأذنان ) .
قال : أيجوز الوضوء مما يَقْذفُه الثعبانقال : وهل ماء أنظف منه للعُرْبان .
قال : أيستباح ماءُ الضَّريرقال : نعم .
ويُجْتنَب ماءُ البَصير