قال : ومن سنن العرب المُحاذاة وذلك أن تجعل كلاماً ما بحذاء كلام فيُؤْتى به على وزنه لفظاًوإن كانا مختَلفينفيقولون : الغَدَايا والعَشايا .
فقالوا : الغَدَيا لانضمامها إلى العَشايا .
ومثلُه قولهم : ( أعوذُ بك من السامَّة واللامّة ) فالسامَّة من قولك : سمَّت إذا خصَّتْ واللاّمّة أصلها من ألمَّت لكن لَما قُرنت بالسامَّة جُعلتْ في وزنها .
قال : وذكر بعضُ أهل العلم أن من هذا الباب كتابه المصحف كتبوا : ( والليل إذا سجى ) بالياءوهو من ذوات الواو لمَّا قُرن بغيره ممَّا يُكْتَب بالياء .
قال : ومن هذا الباب قوله تعالى ( ولو شاء الله لسلطهم عليكم ) اللام في ( لسلطهم ) جواب لو .
ثم قال : ( فلقاتلوكم ) حُوذيتْ بتلك اللام وإلا فالمعنى لسلَّطهم عليكم فقاتلوكم .
ومثلُه : ( لأعذبنه عذاباَ شديداًأو لأذبحنه ) .
فهما لاما قَسَم ثم قال : ( أو ليأتيني ) فليس ذا موضع قسملأنه عُذْر للهُدْهدفلم يكن ليُقْسمَ على الهدهد أن يأتيَ بُعذْرلكنّه لما جاء به على أثر ما يجوز فيه القسم أجْراه مَجْراهفكذا باب المحاذاة .
قال : ومن الباب وزّنْتُه فاتَّزَن وكلْته فاكَتال أي استوفاه كَيْلاً ووَزْناً .
ومنه قوله تعالى : ( فما لكم عليهن من عدة تعتدونها ) أي تستوفونه الأنها حقّ للأزواج على النساء .
قال : ومن هذا الباب الجزاءُ عن الفعْل بمثل لفظه نحو : ( إنما نحن مستهزئون الله يستهزىء بهم ) .
أي يجازيهم جزاء الاستهزاء .
( ومكروا ومكر