قال : ومن سنن العرب أن تذكر جماعة وجماعة أو جماعة وواحداًثم تخبر عنهما بلفظ الاثنين كقوله : - من الكامل - .
( إنَّ المنيَّة والحتوفَ كلاهما ... يُوفي المخارمَ يَرْقُبان سَوادي ) .
وفي التنزيل : ( إن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما ) .
قال : ومن سنن العرب أن تخاطب الشاهدَثم تحوّل الخطاب إلى الغائب أو تخاطب الغائبَ ثم تحوّله إلى الشاهد وهو الالْتفاتُ وأن تخاطبَ المخاطب ثم يرجع الخطاب لغيرهنحو : ( فإن لم يستجيبوا لكم ) .
الخطاب للنبيثم قال للكفار : ( فاعلموا أنما أنزل بعلم الله ) .
يدل على ذلك قوله : ( فهل أنتم مسلمون ) .
وأن يُبتدأ بشيءٍ ثم يُخبَر عن غيرهنحو : ( والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن ) .
فخبَّر عن الأزواج وترك الذين .
قال : ومن سنن العرب أن تَنْسُب الفعل إلى اثنين وهو لأحدهمانحو : ( مرج البحرين ) إلى قوله : ( يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ) .
وإنما يخرَجان من الملْح لا العَذْب .
وإلى الجماعة وهو لأحدهمنحو : ( وإذ قتلتم نفسا فادرأتم فيها ) والقاتل واحد .
وإلى أحد اثنين وهو لهمانحو : ( والله ورسوله أحق أن يرضوه ) .
قال : ومن سنن العرب أن تأمرَ الواحد بلفظ أمر الاثنيننحو : افعلا ذلك ويكون المخاطبُ واحداً